يمر المجتمع السعودي اليوم بمرحلة رياضية جديدة، يطلق عليها علم "هندسة المجتمعات"، تعكف الهيئة العامة للرياضة واللجنة الأولمبية العربية السعودية على تغيير سلوك المجتمع السعودي، بشأن أهمية ممارسة الرياضة وتأثيرها على صحة الفرد والمجتمع.
علم "هندسة المجتمعات" يهدف إلى التغيير من سلوكيات الناس وانطباعاتهم وثقافاتهم، لا يوجد مجتمع كامل أو مثالي في كل جوانب الحياة، لا يتغير أي مجتمع في العالم إلا بطريقتين:
فرض قوانين وأنظمة من صاحب السلطة والقرار، أو مبادرة أفراد المجتمع بتغيير نمط حياتهم اليومية وسلوكهم؛ استجابةً لمحفزات خارجية من جهات رسمية أو أفراد.
لا يمكن أن تفرض ممارسة الرياضة بتشريع القانون أو إجبار الشعب بقرار صاحب السلطة، بل هي رغبة ذاتية من الفرد نفسه، يغير من خلالها نمط سلوك حياته عندما يدرك قيمة ممارسة الرياضة.
الهيئة العامة للرياضة تعكف حالياً على مشروع وطني رائد، يتلاءم مع علم "هندسة المجتمعات"، ويتناغم مع رؤية المملكة 2030م، بتحفيز المجتمع السعودي لممارسة الرياضة؛ لتصبح نسبتها في السعودية 40% بدلاً من النسبة الحالية 13%، التي تعتبر غير مناسبة مقارنة بشعوب العالم الأخرى في أوروبا وأمريكا.
اللجنة الأولمبية العربية السعودية في الفترة الأخيرة، بذلت كثيرًا من الجهود الجبارة والمبادرات العظيمة لتحقيق شعار:
(مجتمع صحي رياضي).
تحت هذا الشعار احتضنت مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرياضية "الجوهرة" بمحافظة جدة السبت الماضي 4 فبراير، فعاليات سباق "سبارتن" العالمي الذي نظمته الهيئة العامة للرياضة للمرة الثانية في السعودية، بعد نجاح تجربة الرياض في ديسمبر الماضي.
شارك في سباق "سبارتن" جدة أكثر من 850 متسابقًا في سباق "سبرنت للرجال"، الذي امتد لمسافة 6 كيلومترات، تخللها أكثر من 20 عقبة، فيما شارك 91 طفلاً في سباق "سبارتن للأطفال"، الذي امتد لمسافة كيلومتر واحد، تخلله بعض العقبات تشجيعًا لهم على الركض والقفز وغيرها من المهارات.
النرويجي هلفارد بورشايم حقق المركز الأول في السباق، علي سعيد الشهراني ثانيًا، وحمد أزيبي في المركز الثالث.
الخمسة الأوائل سوف يشاركون في بطولة "سبارتن" العالمية في أرض أصل السباق أمريكا، إلى جانب مشاركة أصحاب المراكز العشرين الأوائل في بطولة "سبارتن" للشرق الأوسط.
وكيل رئيس الهيئة العامة للرياضة لشؤون الرياضة عبداللطيف الهريش أثناء حضوره لهذه المناسبة الرياضية الرائعة، كشف أن الهيئة تعمل على مشروع وطني لتنظيم العديد من البرامج لنشر ثقافة الرياضة لدى فئات المجتمع كافة.
لا يبقى إلا أن أقول:
أسهل طريق لتغيير سلوك وثقافة أي مجتمع، أن تخرج من الرتابة والروتين بخلق أفكار جديدة على المجتمع لتجذبهم إليها. الأمير عبدالله بن مساعد رئيس الهيئة العامة للرياضة يحرص على نقل التجارب العالمية إلى السعودية؛ لأن المجتمع يحتاج إلى مثل هذه الأفكار الجذابة لممارسة الرياضة.
سباق "سبارتن" صمم للجيش الأمريكي، ويوجد له ثلاثة أنواع تتفاوت في الصعوبة للكبار، إلى جانب سباق للصغار، أول مرة أقيم سباق "سبارتن" في أمريكا عام 2010م بصفة رسمية، ولقد صمم سباق "سبارتن" الأمريكي جو دي سينا في عام 2007م، بمشاركة صديقين له، وهو نفسه مصمم "سباق الموت" الشهير.
الرعاية الرياضية من شركة ريبوك للملابس الرياضية لسباق "سبارتن" في عام 2013م، ساهمت بشكل كبير في انتشاره عالمياً، وتملك حالياً 14 دولة حقوق تنظيم السباق.
يعتبر سباق "سبارتن" أفضل سباق عقبات في العالم، رياضة سباق العقبات تجمع بين الركض واجتياز عقبات أبرزها الزحف تحت الأسلاك الشائكة، والقفز في المياه الباردة وفوق النار؛ للوصول إلى خط النهاية وكل متسابق يعبر جميع العقبات يحصل على ميدالية النجاح في السباق.
بمثل هذه الأفكار الجديدة لتحفيز المجتمع السعودي لممارسة الرياضة نقول شكراً للقائمين عليها في الهيئة العامة للرياضة واللجنة الأولمبية العربية السعودية لتحقيق شعار (مجتمع صحي رياضي)، من خلال تطبيق علم (هندسة المجتمعات).
قبل أن ينام طفل الـــ "هندول" يسأل:
هل سوف تنجح الهيئة العامة للرياضة في هندسة المجتمع السعودي رياضياً؟!
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية".. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك..