|


إبراهيم بكري
المدربون ثلاثة: المنقاد.. المتسلط.. المتعاون!!
2017-02-09

ثلاثة أنماط تحاصر المدربين، وتعتبر في علم "التدريب الرياضي" هوية المدرب والفلسفة التي تجسدها شخصيته وتصرفاته في التدريبات والمباريات، وكل أسلوب تدريبي له تأثيره على الفريق سلباً أو إيجاباً. 

 

أسلوب المنقاد: " Submissive style"

 

في هذا الأسلوب، المدرب لا يملك القرار وعاجز عن فرض قانون داخل الفريق، ولا يوجد خريطة طريق تحدد الأهداف.

 

يرضخ المدرب المنقاد لقرارات رئيس النادي وتدخله في فرض تشكيلة الفريق، يخشى المدرب المنقاد نجوم الفريق وأصحاب الخبرة لا يستطيع وضعهم في قائمة الاحتياط  حتى عند تدني مستواهم الفني، شخصيته ضعيفة يتأثر بضغوط الإدارة واللاعبين ويسمح لهم بالتدخل في عمله التدريبي وقراراته.

 

شخصية المدرب "المهتزة" تجعله محتارًا ما بين إحلال الفريق وتجديد الدماء، أو الرضوخ لمؤثرات خارجية تجبره على التمسك بنجوم الفريق كبار السن.

 

أسلوب المتسلط: "Command style"

 

في هذا الأسلوب، المدرب يستحوذ على القرار ويفرض قانونًا صارمًا بأسلوب إصدار الأوامر؛ ليعكس شخصيته القوية المبالغ فيها.

 

المدرب المتسلط يملك خريطة طريق للفريق تحدد الأهداف التي يؤمن بها هو فقط، ولا يسمح لأي كائناً من كان أن يناقشه؛ لأنه يعتقد دائماً أن قراره هو الأفضل وغير قابل للتغيير.

 

يعتبر دائماً رأيه الأفضل ويصدر أوامر لتنفيذ توجيهاته حتى لو كانت عارية من الصواب، الأهم رأيه ينفذ.

 

علم التدريب اكتسب هذا الأسلوب من النظام العسكري الصارم؛ ليصبح أسلوب الأمر أحد أنماط التدريب ذات التأثير السلبي أكثر من الإيجابي، خاصة أنه لا يوطد علاقة الاحترام المتبادل بين المدرب وأعضاء الفريق.

 

في هذا الأسلوب التدريبي لا يجيد المدرب المتسلط لغة الاحترام، ولا يستطيع أن يحتوي مشكلات اللاعبين.

 

أسلوب المتعاون: "Cooperative Style"

 

في هذا الأسلوب، المدرب المتعاون يشارك القرار مع اللاعبين والإدارة؛ لتحقيق تناغم بين جميع العناصر الفنية والإدارية، ويفرض قانونًا متوازنًا داخل الفريق حسب المواقف ما بين الشدة والحكمة، بأسلوب يجسد الاحترام المتبادل بين كل الأطراف.

 

المدرب المتعاون يملك خارطة طريق تحدد الأهداف التي يشترك في صياغتها كل الأطراف، من الإدارة واللاعبين والمدرب، ويتم الاتفاق على الأفضل؛ لأنه واثق من نفسه. والمدرب في هذا النمط التدريبي يقبل الحوار ويعترف بأي خطأ ويحرص على تصحيحه.

 

هذا الأسلوب التدريبي، المدرب المتعاون يضع منهجًا يصنع فريقًا تسكنه روح المحبة والاحترام المتبادل، ويعتبر هذا النمط الأكثر تأثيراً على عطاء اللاعبين في أرض الملعب بشكل إيجابي؛ لأن اللاعب يشعر أنه شريك في صياغة خارطة النجاح بالنادي، ويبذل قصارى جهده لتحقيق أهداف المدرب التي تصب في مصلحة الفريق. 

 

لا يبقى إلا أن أقول:

 

الأمريكي جون ويدن خبير التدريب الرياضي، وأحد أهم المطورين لمهنة التدريب في أمريكا، صاحب فلسفة "هرم النجاح"، يكشف في كتابه "القيادة" أن نمط المدرب وأسلوبه ينعكسان على نتائج الفريق، والنجاح أن تصنع الألفة مع كل عضو في الفريق، وأن يكون القرار مشتركًا بلغة حب وصفاء، وليس بأسلوب أمر وتهديد.

 

ولفت الخبير الأمريكي جون ويدن في كتابه، إلى أن كل أسلوب تدريبي له الآثار الإيجابية والسلبية، لكن يبقى أسلوب المدرب المتعاون الأفضل، وهذا ما برهنته تجارب وأبحاث علمية في العديد من الأندية.

 

عبر هذه المساحة لا نستغرب عدم استقرار الأندية السعودية على المدربين وقرارات الإقالة مستمرة، والسبب أن معظم إدارات الأندية عندما تتعاقد لا تستشير مختصين في مجال التدريب؛ فيدفع النادي والجماهير ضريبة قرارات إدارة غير واعية، والنتيجة إهدار أموال على مدربين لا خبرة لهم، ولا أسلوب تدريبيًّا يتلاءم مع الفريق.

 

قبل أن ينام طفل الـــ "هندول" يسأل:

 

هل الأندية السعودية تدرس أسلوب المدرب التدريبي قبل التوقيع معه، أم قرار عشوائي مستقبله الإقالة وإهدار الأموال؟؟!!

 

هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية".. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك..