|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





حمود السلوة
علي الضمادي.. وتفاصيل الغياب!!
2017-02-10

في مثل هذا اليوم من الأسبوع الماضي، ودعت (حائل) واحدًا من أبنائها المبدعين، وأحد رواد الفن التشكيلي بالمنطقة.. الأستاذ (علي سالم الضمادي). هذا المعلم الفاضل الذي زاملته لعدة سنوات في ميدان التربية والتعليم بالمتوسطة الأولى بحائل.. قبل أن يكون (نسيبي) و(خال أبنائي) فيما بعد!!.

 

- علي الضمادي كان إنسانًا جميلاً أجمع الناس على محبته وتقديره واحترامه.. هذا الإنسان الجميل الذي أتعبه جدًّا فنه المتميز والاستثنائي (الطرق على النحاس)، من خلال لوحات جميلة لا يتقنها إلا (علي الضمادي).

 

- انزوى في مرسمه الخاص وسط أكوام الخشب والمطارق والأزاميل، وقطع النحاس التي كان يجلبها من مصر.. كان (علي الضمادي) ـ يرحمه الله ـ يقاوم شراسة النحاس بأنامله ومطارقه وأزاميله.. كان من فرط وجعه وآلامه يتداوى (أبو سالم) بلوحاته وقراءاته الفنية والأدبية.. كان علي الضمادي يستند في تعابير لوحاته على مزاجية راقية ما بين الثابت والمتحول.. رحل وهو لم يحقق أحد أحلامه التي كانت تطارده وهي تجميل وتزيين ميادين حائل ومطار حائل وقصور الأفراح بلوحاته النحاسية.. رحل علي الضمادي إلى جوار ربه.. وغاب وهو لم يحقق كثيرًا من أمانيه.. لكنه لن يغيب عن قلوب محبيه وطلابه وأهله وإخوته وأصدقائه.. فسيظل (أبو سالم) في وجدان وذاكرة الناس، وجزءًا من ذاكرة الفن ورواد الفن التشكيلي في حائل.. لم يكن (علي الضمادي) يتاجر في فنه وأعماله ولوحاته النحاسية.. لكنه كان سخيًّا ـ يرحمه الله ـ بإهداء أعماله لزملائه وأصدقائه.. وكانت أجمل أعماله لوحة تحمل اسم (حلوة.. يا بلدي!!) وأخرى بعنوان (تفاصيل الغياب!!).. كان يحزن بفرح كي يحفظ لأحلامه عافيتها.. وللوحاته اشتعالاتها.. ولفنه صباحات البهجة وإشراقات الضياء..!!.

 

- ستبقى في قلوبنا يا أبا سالم شامخًا كما كنت.. فكلنا راحلون.. وكلنا سنغيب في يومٍ ما.. وسنكمل لوحتك النحاسية التي لم تكتمل (رقصة سعف نخيل حدري البلاد مع الريح!!)..!! نحبك والله (يا بوسالم).. بحجم كل تلويحات السفر والغياب وبدايات زخات المطر.. ومتاهات السفر في هذه الحياة..!!.

 

- أبا سالم.. كل الدعوات لك.. بالرحمة والمغفرة.. وسنتذكرك (يا علي) بحجم حزننا عليك.. وبحجم ملوحة دموع أحبابك.. وبحجم رائحة النحاس الشرس الذي أتعبك فانتصرت عليه.. بحجم كل معاني وأسماء لوحاتك التى كانت تحمل كل معاني الحزن.. والفراق.. ودموع الوداع.. وحقول السنابل..!!.

 

- رحلت أبا سالم وأنت لم تكمل لوحة (عمران!!) لكننا سنكملها بالنيابة عنك بالدعوات الصادقة.. وأن يكلأك الله بعفوه ورحمته ومغفرته إنه سميع مجيب.