|


سلطان رديف
(الديون والقانون).. أزمة التطوير
2017-02-26

الاستعجال دائماً ما يكون الأرض التي تكثر فيها العثرات وتنمو عليها المشكلات، بل سمي الاستعجال بأم الندامات؛ لأنه لا يورث إلا الندامة ويخلق الفوضى، والتريث هو سبيل العقل يوصل للخير وعنوان للنجاح، والتأني هو دليل للحكمة وصفة من صفات العقلاء.

 

ما أعلنه الاتحاد السعودي لكرة القدم لمركزه المالي قبل أيام ووصول العجز لما يزيد على 118 مليون ريال فيما مجموع الالتزامات 194 مليون ريال يجعلنا نفكر ألف مرة قبل الشروع في التخصيص فإذا كانت لعبة كرة القدم التي هي أساس وركيزة التخصيص تعاني هذا الكم الكبير من المديونيات ابتداءً من الأندية وانتهاءً بمظلتها اتحاد كرة القدم فلا شك أن هذا مؤشر سلبي يؤثر في نجاح هذا المشروع الوطني الإستراتيجي الهام الذي جميعاً نطالب به منذ سنوات.

 

لذا أقولها اليوم.. يجب علينا ألا نستعجل كثيراً حتى نستطيع أن نقلص كل تلك الديون في جميع الأندية ونعمل على أن تصبح لدينا أندية تحقق فائضاً مالياً يصبح فيما بعد شرطاً لازماً لتخصيص هذا النادي أو ذاك وأن يكون قبل كل ذلك لدينا اتحاد لكرة القدم يحقق هو الآخر أرباحاً فلا يعقل أن تخصص قطاعاً من يرعاه ويسوقه ويملك حقوقه ومنتجاته غارق في الديون.

 

ليس هناك ما نستعجل من أجله فلدينا اليوم القرار وفي الوقت ذاته نملك الوقت الكافي لنختار الزمن المناسب لتنفيذ المشروع لن نخسر شيئاً لو أجلنا سنة وسنتين لكي نطمئن على نجاح المستقبل ولكننا سنخسر الكثير لو استعجلنا على خطوة قد تعصف بمنظومة كرة القدم فلا نريد أن نشاهد غداً أندية كبيرة تصارع الإفلاس والهبوط أو تخصيصاً يغرق في فوضى القانون.

 

وقلت وما زلت أقول نحن اليوم نفتقد للأنظمة واللوائح التي تساعدنا في النجاح وللأسف أن هناك من يعمل ليجعل من الأنظمة واللوائح والقوانين تتكيف مع رغباته وليس مع واقع البيئة والعمل، لذلك كل من يأتي فهو يعيد صياغة الأنظمة بحجة التطوير وكأننا لا نعيش في عالم فيه الكثير من التجارب، بل هناك من يخترع أنظمة جديدة وكأننا مغيبون عن كل ما يحدث في دوريات العالم ورياضته، بل إننا أزعجنا "فيفا" بكثرة تغيير أنظمتنا واستفساراتنا ومشاكل أنديتنا ولاعبينا وهذا الآخر هو أيضاً مؤشر خطير يهدد مستقبل كرة القدم فنرجو من الاتحاد الحالي ألا يخترع أنظمة جديدة ويسعى لنكون مثل غيرنا من اتحادات العالم فنحن ومنذ ثلاث سنوات نعاني أمرين فقط لم نستطع حلهما؛ ديون تزداد وأنظمة ولوائح تدخلنا في دوامة من المشكلات والقضايا وفي كلتا الحالتين أزمة فكر وإدارة فليس من العيب أن نخطئ أو نفشل أو نجرب ولكن من العيب أن نكرر الأخطاء ذاتها وفي كل مرة نتطور في الأخطاء وليس في الحلول.