|


د. رشيد بن عبد العزيز الحمد
هل تصدق التنبؤات؟
2017-03-01

تساورني الشكوك، في أن تتحقق أحلام ورؤية اللجنة الأولمبية السنوية في تحقيق ما وعدت به من إنجازات في عام 2022، وذلك لعدة أسباب، لعل من أهمها ضعف بل بطء العمل في الاستراتيجيات مع اللاعبين الموهوبين الذين سيمثلون السعودية في هذا المحفل الأولمبي، وإطلاق الوعود بعيداً عن الاستشاريين الرياضيين الموجودين في الميدان، الذين يستطيعون تعزيز المواقف للإنجازات، ويبدو أن لؤي ناظر مساعد اللجنة الأولمبية السعودية هو من أطلق أولاً هذه الوعود، متناسياً أن صناعة البطل الأولمبي تحتاج سنوات من العمل النوعي الجاد، وهو الذي لم يحصل بعد. وسيضع اللجنة الأولمبية السعودية والأمير عبد الله بن مساعد رئيس الهيئة في موقف لا يحسد عليه، وأرى أن عمر اللجنة الأولمبية السعودية إن حوسبت بما وعدت به سيكون قليلاً، وفي هذا الوقت سيكون الوضع مأساوياً، حيث لم تعد لدينا أرضية خصبة نمشي عليها.

 

أرى أن التخطيط الفعال هو الأساس اللازم لتنفيذ الأعمال والبرامج على أسس علمية مدروسة توضح طرق ووسائل تنفيذها، مما يوفر علينا الكثير من الوقت والجهد وما إلى ذلك من متغيرات، كما أن الواقع العلمي والتجربة قد اثبتت أهمية الاعتماد على التخطيط في جميع الأنشطة، وجعلها جميعاً مقرونة بتصور واضح ومحدد، فالتخطيط يكون بمثابة الطريق الذي يرشد إلى سبيل تنفيذ الأهداف بكفاءة وفاعلية، بعيداً عن العشوائية والارتجال، والتي قد تؤدي إلى إهدار الطاقات والإمكانات دون الوصول إلى ما يصبو إليه، وتمثل وظيفة التخطيط الجانب الفكري من وظائف الإدارة التي تتعلق بالمستقبل، وذلك من خلال إعداد خطط وبرامج تتماشى مع التوقعات المستقبلية للمؤسسة، والتخطيط الذي تمارسه المنظمات اليوم يعتبر أكثر تعقيداً لسرعة المتغيرات الخارجية وثورة التكنولوجيا والمعلومات والاتجاه إلى العولمة من الدول المختلفة، فالتخطيط يضع الإطار الشامل والخطوات والمراحل والعناصر اللازمة لتحقيق هذه الأهداف.

 

واستراتيجية أي منظمة تعني تصور المنظمة لما تريد أن تكون عليه في المستقبل، وكيفية وصول المنظمة إلى هذا الوضع، كما أنها الإطار المرشد للاختيارات التي تحدد طبيعة منظمة ما واتجاهاتها، وتتصل هذه الاختيارات بمجال المنتجات أو الخدمات أو الأسواق والقدرات المهمة والنمو والعائد وتخصيص الموارد في المنظمة.

 

الاستراتيجية تهتم أساساً بالإطار الشامل عن موقف المنظمة في المستقبل، بينما يهتم التخطيط بالطرق والوسائل المستخدمة، وبذلك فالاستراتيجية أشمل من التخطيط لتوضيح وبيان كيفية التكيف مع المتغيرات البيئية الداخلية والخارجية، وبناء على هذا فقد يكون التخطيط استراتيجيا كما قد يكون غير استراتيجي.

 

فدون تخطيط استراتيجي الأفعال ذات المدى البعيد قد ينتج عنها ضياع للوقت والجهد، حيث يوفر التخطيط الاستراتيجي إطاراً رحباً وبعيد المدى لموقع المؤسسة وإمكاناتها في داخل بيئة متبلورة، ومن ثم فإن توافر خطة استراتيجية يؤدي إلى إيجاد المناخ الذي يسمح ببذل الجهود الجيدة وتركيز نقاط قوة المؤسسة في ضوء أولويات جوهرية، حيث يتوقف نجاح أي مؤسسة رياضية في تحقيق أهدافها على مدى نجاح قادتها في القيام بأولوياتها، وعلى نفس النمط الذي يتم به تقويم الأداء الحركي في النشاط الرياضي، فإنه يمكن تناول الأداء الإداري من وجهة نظر الكفاءة والفاعلية.

 

المؤسسات الرياضية داخل المملكة العربية السعودية، بكل أسف تفتقر إلى مثل هذا التخطيط العلمي السليم، والدليل على ذلك صعوبة تحقيق النتائج الإيجابية في البطولات الكبرى، وذلك نتيجة التخطيط السيئ من قبل الكوادر الإدارية العاملة في هذا المجال.

 

فالتخطيط الاستراتيجي أمر لا بد منه، خاصة في ظل عصر المعلوماتية والأقمار الصناعية وتطور الرياضة، فقد أصبح على جميع الدول التي تسعى إلى ركب هذا التقدم أن تواكب هذه العناصر الإدارية القويمة، وأن تسعى إلى تطبيقها في هذا المجال الخصب، وعلى كل حال، لعل من المناسب أن يتفرغ الأمير عبد الله بن مساعد إلى العمل الجاد في اللجنة الأولمبية السعودية والهيئة والابتعاد عن كرة القدم ومشاكلها، حتى لا يتهم بأنه واحد من مشكلاتها.