في نهائي كأس آسيا 2007، كان ملعب غيلورا بونغ كارنو في جاكرتا يغص بثمانين ألفًا معظمهم من الجماهير الإندونيسية في مباراة تجمع السعودية مع العراق، وكانت السفارة قد وزعت عدة آلاف من التيشيرتات والأعلام السعودية لجماهير تكفلت بتذاكرهم واستضافتهم، بهدف تشجيع منتخبنا الوطني في تلك البقعة البعيدة عن الوطن، وكنت أتوقع أن جميع الجماهير تشجع السعودية كونها قبلة المسلمين، وأن مئات الآلاف من العمالة الإندونيسية تعمل فيها، وأن بلادي قامت ببناء عشرات المشاريع التنموية والدينية في المدن الماليزية، ولكن الجماهير كانت تشجع العراق بحماس، جعل الآلاف الذين استقطبتهم السفارة يشجعون معهم في منظر عجيب، لم أعرف له تفسيرًا إلا بعد عشر سنوات من الغموض والذهول.
يقوم الملك سلمان ـ حفظه الله ـ هذه الأيام بزيارة تاريخية لإندونيسيا هي الأولى منذ 47 عاماً من الغياب عن أكثر دول العالم من حيث تعداد المسلمين بـ230 مليون مسلم، ولهذه الزيارة دلالة على مكانة المسلمين في قلب ملك الدولة التي تقود العالم الإسلامي، حيث شاهدنا مشاعر الفرح والمحبة من خلال الاستقبال المبهر للقائد الذي مدّ جسور التواصل التي كادت تنقطع مع دولة عزيزة علينا، يمثل سكانها أغلبية مسلمة كادت مشاغل الحياة السياسية والاقتصادية تنسينا التواصل معهم، فجاءت الزيارة التاريخية لتعيد كتابة التاريخ بمداد من ذهب.
تغريدة tweet:
كتبت مراراً عن موضوع العلاقات الدولية التي ما زالت غائبة عن الرياضة السعودية، وأكرر اليوم الحديث عن أهمية بناء جسر تواصل دائم مع جميع دول العالم المؤثرة في القرار الرياضي بمختلف الهيئات والاتحادات، فالعلاقات الدولية عمل تكاملي تقوم به كل قطاعات الدولة، من خلال تنسيق الجهود بطريقة احترافية تخدم المصلحة العامة، ولعل الأمل كبير في البوادر التي بدأها رئيس الهيئة العامة للرياضة بتفعيل دور إدارة العلاقات الدولية، ودعمها بعدد من أصحاب الخبرة والتجربة الذين نتمنى لهم التوفيق في رسم خارطة الطريق، لبناء جسور العلاقات مع القيادات الرياضية في كل مكان، وحين ينجح العمل المؤسساتي المنظم، ستكون هناك قيادات سعودية في الاتحادات والهيئات واللجان الرياضة الدولية بإذن الله، وعلى منصات بناء العلاقات نلتقي.