|


سلطان رديف
أبعدوا أحمد عيد!!!
2017-03-05

تعلمت خلال عملي في الإعلام طوال 19 سنة ألا أدخل أي معارك أو خصومات، وألا أسعى إلى الانتصار، حتى لا تكون هناك أجندة شخصية تجاه أي شخص أو منظومة، وأن يكون أي عمل هدفه المصلحة العامة متى ما كان في إطار العمل المؤسسي والمجتمعي؛ لأن المصالح الشخصية وخصوماتها تفسد النفس والعمل، وتؤجج الكراهية وتصنع العداوات التي لا تبني مستقبلاً، ولا تحقق مصلحة، وتهدم أكثر من كونها تبني. وقد تضعف أنفسنا أحياناً هنا أو هناك؛ لأننا بشر، نصيب ونخطئ، ولكننا نحاربها لكي لا تكون عادة أو صفة تطغى على تصرفاتنا وقراراتنا.

 

الوسط الرياضي وكرة القدم تحديداً، هي لعبة تقوم على التنافس، وفي ذات الوقت تعتمد على العمل الجماعي، وكل حلقة تكمل الأخرى، أي أننا جميعاً منظومة وشرف التنافس فيها أننا نختلف في الآراء، ولكننا نتفق في الأهداف، ننتقد الأعمال ولكننا نحفظ للأشخاص كرامتهم.

 

رئيس الاتحاد السابق الأخ والصديق أحمد عيد كنت وما زلت أختلف معه كثيراً في نتاج عمله، ولكن لا يمكن أن نختلف على شخصه، نقدر اجتهاده وليس بالضرورة أن نتفق على المخرجات، وسبق أن عارضت ترشيحه لعضوية المكتب التنفيذي بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم، الذي كسبه بالتصويت والانتخاب والعمل، وأعرف جيداً أن أحمد عيد حصل على هذا المنصب بعمله واجتهاده وعلاقاته؛ لذلك علينا اليوم أن نحترم نجاحه وندعم تواجده ونفعل دوره في المنظومة الآسيوية؛ لأنه يمثلنا جميعاً.. نحن نختلف معه هنا في بيتنا.. ولكننا نقف معه هناك خارج البيت؛ لكي يكون أكثر قوة وتأثيراً؛ لأنه واجهتنا في ذلك المحفل.. ومن الظلم أن يحارب هناك من أهل بيته؛ لأننا نختلف معه وليس عليه، فليس من الحكمة أن نطلب من رئيس الاتحاد الآسيوي الشيخ سلمان بن إبراهيم أن يستبدل أحمد عيد بشخص آخر، بل أراه خطأً فادحاً في حق أحمد عيد وفي حقنا جميعاً، وكان من الأولى أن نطلب تعزيز وجوده بأعضاء آخرين، ونطلب من الشيخ سلمان دعم أحمد عيد ودعم كوادر أخرى تكمل المشوار بعد انتهاء عضوية أحمد عيد.. وهل كان يعتقد من فكر وطلب أن العضو المنتخب في أي منظمة دولية، من الممكن أن يغير برغبة شخص أو جرة قلم؟ وما موقفنا في نظر رئيس الاتحاد الآسيوي؟ وكيف للاتحاد الآسيوي أن يحترمنا ويحترم ممثلنا هناك، إذا كنا نحن نتعامل معه بهذه الطريقة.

 

نعم قسوت على أحمد عيد مرات ومرات، ولكننا كنا نقسو على عمله وليس على شخصه.. واليوم شرف النقد والاختلاف يجبرني أن أقف معه بكلمة حق لا بد أن تقال مهما اختلفنا لأن الاختلاف لا يعني العداوة، بل يعني التكامل والترابط، وعلى مجلس إدارة الاتحاد الحالي أن يوزن قراراته وتحركاته لأننا نريد نجاحه.