الصراع على الألقاب بين الأندية السعودية، شأن جماهيري يحاكي ما يحدث في كل دول العالم. تطلق الجماهير على أنديتها ألقاباً ترتبط بالأرض أو تاريخ المكان، ويصل الأمر إلى أن كثيراً من الأندية تفتخر بشعار أو لقب يخالف المسمى الحقيقي للنادي.
السيدة العجوز لقب اشتهر به نادي يوفنتوس الإيطالي، للمفارقة معنى، اسم يوفنتوس باللغة اللاتينية هو "الشباب"، لكن جماهير النادي تريد من هذا اللقب أن تجعل الأندية المنافسة تحترم تاريخ النادي العريق، وكأنه (عجوز) كبير بالعمر، والتاريخ يسكنه الوقار، والحكمة بشعره الأبيض والأسود مثل ألوان قميص فريق يوفنتوس.
الألقاب تذهب وتتبدل والزمن يغيرها، على سبيل المثال في السنوات الماضية، كان يطلق على نادي الاتحاد لقب (نادي الوطن)، واليوم لا يحق أن يطلق عليه هذا اللقب لوجود نادٍ سعودي أسس مؤخراً في محافظة ضمد بمنطقة جازان اسمه (نادي الوطن).
بيان الإدارة الأهلاوية بشأن اعتماد لقب (الملكي) لناديه، ما هو إلا إشغال الجماهير الأهلاوية عن فشلها في هذا الموسم في ظل مستويات الفريق غير المستقرة، وخسارة المنافسة على الدوري والخروج من كأس ولي العهد أمام الفريق البطل الاتحاد.
في الجانب الآخر، الإدارة الهلالية التي تملك مبررات أقوى بأحقيتها بشعار (النادي الملكي)؛ لأن النادي تم تسميته بمرسوم ملكي، لم تنجرف الإدارة لصراعات الجماهير على الألقاب؛ لأنها تدرك أن اللقب الحقيقي لأي نادٍ بأن يكون بطلاً في منصات الذهب.
لا يبقى إلا أن أقول:
يفترض أن تحرص الأندية على تعزيز القيمة السوقية للاسم الأصلي لها المسجل (علامة تجارية)، ويحق لأي نادٍ المقاضاة قانونياً لأي جهة تستغل اسم النادي بطريقة غير شرعية، في ظل عجزها أن تمارس الإجراء نفسه في حالة استغلال أي لقب اشتهر به النادي.
في الأسواق السعودية، تباع منتجات يطلق عليها لقب (الملكي)، لا تستطيع الإدارة الهلالية أو الأهلاوية منع ترويجها، لكن تستطيع بالقانون أن تمنع استغلال اسم النادي المسجل في وزارة التجارة.
الألقاب من الناحية التسويقية لا تخدم (العلامة التجارية) للنادي، بل تساهم بضرر تسويقي على منتجات الأندية التي تحتاج إلى تعزيز انتشار اسم النادي المسجل (ماركة تجارية)، كما تفعل الأندية العالمية التي تحرص على ترويج اسم النادي بشكل أكبر، من الألقاب التي يتصارع عليها الجماهير.
قبل أن ينام طفل الـــ "هندول" يسأل:
هل تدرك الأندية السعودية أن الألقاب تضر الأندية تسويقياً على حساب (العلامة التجارية)؟!.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية".. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك..