عزيمة الصقور في المنتخب السعودي تحقق انتصاراً مهمًّا في مشوار تصفيات كأس العالم روسيا 2018م، أمام المنتخب العراقي، للتربع على قمة المجموعة مع المنتخب الياباني بــ16 نقطة.
ثلاث نقاط مفصلية في مشوار الأخضر، تعزز مسيرته في هذه التصفيات، حتى هذه اللحظة لم يحسم مصير أي منتخب، النقاط متقاربة مع المنافسين في الصدارة اليابان وأستراليا.
ونحن نعيش هذه الفرحة لا يمكن تجاهل أن مباراة العراق لها قيمة أكثر من ثلاث نقاط، لا يخفى على أحد الجدل الذي سبق هذه المباراة، برفض الاتحاد العراقي لعب المباراة في الأراضي السعودية، وأن تكون في أرض محايدة بسبب رفض السعودية اللعب في إيران، والتي تعتبر أرض المنتخب العراقي في هذه التصفيات؛ بسبب حظر الاتحاد الدولي لكرة القدم اللعب في الملاعب العراقية بسبب الأوضاع الأمنية.
استطاع الاتحاد السعودي لكرة القدم السابق، أن يكسب القضية بقرار الفيفا، بأن تلعب المباراة في ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية "الجوهرة" بجدة.
هذه المباراة كانت في السعودية، تعني لنا أكثر من ثلاث نقاط، فيها رسالة أكبر من حدود الملعب، أن هذا الوطن سيبقى للعالم العربي قبلة الصلاة وحضن الحب بين شعوبها.
سخرت كل الإمكانيات لتنعم بعثة المنتخب العراقي بحفاوة الاستقبال في المطار بالورود وتسهيلات إجراءات السفر وحسن الضيافة في الإقامة، وتوفير التنقلات خارج إطار المنافسة الرياضية لزيارة المسجد الحرام بمكة؛ لأداء فريضة العمرة، وغيرها من الخدمات التي تبرهن على سعادتنا بزيارة الأشقاء.
الاتحاد السعودي لكرة القدم سخر طاقاته البشرية لخدمة ضيوفنا، والسهر على راحتهم من خلال تفريغ أعضاء من مجلس الإدارة لمرافقة المنتخب العراقي في كل خطوة؛ لأنه يؤمن بأهمية أن يعود شعب العراق إلى الحضن العربي، وأن تكون أراضينا هي أرضهم.
الجماهير في أرض الملعب رحبت باللاعبين العراقيين قبل المباراة، وتزينت شاشة ملعب الجوهرة بهذه العبارة:
"مرحباً بعراق العروبة في مملكة العز.. أهلاً وسهلا بالأشقاء".
لا يبقى إلا أن أقول:
موقف يبرهن على أن مشاعر الجماهير لا تختلف عن المسؤول في حب الشعب العراقي، قطع رأس الهرم في الرياضة السعودية الأمير عبدالله بن مساعد رئيس الهيئة العامة للرياضة احتفاله بفوز المنتخب السعودي وغادر أرض ملعب الجوهرة إلى المستشفى للاطمئنان على صحة اللاعب العراقي المصاب في المباراة.. وفي حسابه بتويتر يطمئن الشعب السعودي قبل العراقي على سلامة شقيقهم.. يغرد:
"اللهم لك الحمد.. أمور أخي أحمد إبراهيم لاعب منتخب العراق مطمئنة.. وسيخرج الليلة من المستشفى.. ألف سلامة".
موقف نبيل من الأمير عبد الله بن مساعد، حمل فيه مشاعر كل الشعب السعودي، بأن ألم أي عراقي ألمنا، وستبقى الأرض السعودية تنبض بالحب لكل شعب العراق.
قبل أن ينام طفل الـــ "هندول" يسأل:
هل مباراة العراق كانت أكثر من ثلاث نقاط لتعزز الحب بين الشعبين السعودي والعراقي؟!.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية".. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك..