الأسبوع الماضي كان حدثًا رياضيًّا تاريخيًّا، ذهب 2022م، وتوقيع عقود مع رياضيي النخبة في مختلف الألعاب، حفل رياضي كبير لتدشين الهوية الجديدة للجنة الأولمبية السعودية، وفي ختام المناسبة كان مؤتمر صحفي مع الأمير عبد الله بن مساعد رئيس الهيئة العامة للرياضة، وسأله أحد الزملاء الإعلاميين سؤالاً خارج إطار المناسبة التاريخية، لا يعقل في هذه المناسبة تسأل عن ديون نادي الاتحاد، والتي لا علاقة لها بهذا الحدث، ولقد أحسن الأمير عبد الله بن مساعد التصرف في الرفض بالإجابة عن هذا السؤال غير المناسب.
الصحف العالمية والمحطات التلفزيونية المشهورة ووكالات الأنباء، تحرص على إرسال أفضل منسوبيها إلى المؤتمرات الصحفية؛ ليكونوا لها خير (سفراء) في هذه المناسبة، وفي الجانب الآخر بالرياضة السعودية، لا تهتم الصحف أو القنوات التلفزيونية باختيار من يمثلها في هذا الحدث.
المؤتمرات الصحفية في رياضتنا للأسف في كل مرة، يتكرر نفس الخطأ، أسئلة خارج موضوع الحدث الرياضي، وعدم الالتزام بضوابط السؤال، والتي لها قالب معين تتطلب استعداد الصحفي للمناسبة بجمع معلومات عنها، إلى جانب صياغة السؤال بطريقة مباشرة ومختصرة، وأن يختار بعناية الكلمات؛ حتى لا يشعر المتحدث بأن هذا السؤال تافه وغير لائق.
كثير من المؤتمرات الصحفية للمدربين قبل أو بعد المباريات في الرياضية السعودية للأندية، أو المنتخبات، يسأل فيها بعض الزملاء أسئلة غير لائقة وخارج الإطار الفني، وللأسف بعض وسائل الإعلام ترسل صحفيين يلبسون قبعة المشجع، وتجده عند خسارة فريقه يبكي في المؤتمر الصحفي، أو يسأل بغضب بطريقة غير مناسبة، وكان آخرها سحب رابطة دوري المحترفين السعوديين البطاقة الإعلامية من زميل؛ بسبب سوء تصرفه في مؤتمر صحفي لمدرب الشباب سامي الجابر.
لا يبقى إلا أن أقول:
يجسد المؤتمر الصحفي ثروة معلوماتية لأي وسيلة إعلامية، تستطيع من خلاله الحصول على حديث مهم من خلال طرح أسئلة مناسبة في إطار الحدث، تكسب من خلاله هذه الوسيلة الدعائية الإعلامية والأضواء تسلط عليها؛ لأن مندوبها سأل أهم سؤال في المؤتمر الصحفي لتتناقله جميع الصحف والقنوات؛ ليصبح العنوان الصحفي الأبرز في الصحف والبرامج ونشرات الأخبار.
الإعلام شريك مهم في تطور الرياضة السعودية، يجب أن تدرك الوسائل الإعلامية أن المؤتمرات الصحفية ثروة معلوماتية يجب استثمارها باختيار إعلامي مهني ويملك الخبرة.
قبل أن ينام طفل الـــ "هندول" يسأل:
متى تدرك وسائل الإعلام الرياضية أن المؤتمرات الصحفية ثروة يجب استثمارها؟!.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية".. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك..