|


إبراهيم بكري
الهلال.. أزرع إنساناً!!
2017-05-05

يقول الإمام الشافعي:


أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم *** فلطالما استعبد الإنسان إحسان
تحتاج إلى أن تدفع ملايين الريالات من أجل أن تكون لك سفارة في أي دولة؛ من أجل تحسين العلاقات ونقل ثقافة بلدك، وعكس الصورة الإيجابية عن مجتمعك، الأندية الرياضية تلعب دوراً مهماً لا يختلف عن دور السفارات، من خلال حسن التعامل مع اللاعبين المحترفين الأجانب؛ حتى يبقى هذا السلوك الحسن خالداً في ذاكرتهم، حتى بعد مغادرة الفريق وانتهاء عقودهم.
في الهلال، سفارة سعودية حقيقية، تلعب دوراً مهماً في نقل أخلاق المجتمع السعودي، بحسن التعامل مع اللاعبين الأجانب والمدربين الذين رغم السنوات الطويلة ما زالت علاقتهم مستمرة مع الكيان الأزرق وجماهيره.
المدربان جريتس وكوزمين، واللاعبون: ريفالينو، نجيب الإمام، وليهامسون، رادوي، طارق التايب، جاسم الهويدي، وبشار عبد الله وغيرهم الكثير، ما زالت قلوبهم تنبض بحب السعودية وجماهيرها؛ بسبب ثقافة الهلال الراسخة في حسن التعامل مع كل مدرب أو لاعب يرتدي شعار الزعيم الملكي.


جينات الهلال الأخلاقية تتوارثها كل إدارة من الإدارة التي سبقتها، وكأنه منهج يدرس وخارطة طريق تسير عليها الأقدام الزرقاء؛ من أجل تعزيز أن الهلال سفارة سعودية.

 

 روبرتو ريفالينو نجم وقائد منتخب البرازيل الشهير في السبعينيات الميلادية، والمتوج بكأس العالم 1970 مع منتخب البرازيل، أحد أهم وأبرز اللاعبين الأجانب في تاريخ نادي الهلال والدوري السعودي، رغم مرور ما يقارب 40 عاماً، ما زال قلبه ينبض بحب الهلال، وفي حوار رائع أمس بصحيفة الرياضية مع الزميل المتألق حمد الصويلحي، يقول:
 ‫"بالتأكيد أعتبرها فترة احترافية ناجحة، وانتهت بشكل إيجابي، أنهيت مسيرتي الرياضية بعد ثلاثة مواسم جميلة مع الهلال، لن أنسى تلك الأيام الرائعة، أعتقد أن من أهم أسباب نجاحي إخلاصي لشعاره دون أي تعالٍ، ولم أتعامل معه بأنني حضرت من منتخب البرازيل المتوج بلقب كأس العالم 1970، بل قدمت كل ما أملك لخدمة هذا النادي وجماهيره؛ لأنني كنت مؤمناً بأنه من الواجب أن أكون صادقًا مع نفسي أيضًا قبل أن أكون صادقًا مع رجال النادي وجماهيره، الذين وضعوا الثقة بي، كما أنهم تعاملوا معي أيضًا بكل وفاء ووفروا لي كل شيء". ‬‬


لا يبقى إلا أن أقول:
"إذا أدرت أن تزرع لسنة فازرع قمحاً، وإذا أردت أن تزرع لعشر سنوات فازرع شجرة، أما إذا أردت أن تزرع لمئة سنة فازرع إنساناً".
هذا المثل الصيني يجسده الهلال، من خلال زرع إنسان في هذا الكيان، لا تربطه بالنادي عقود في ورق، بل ميثاق من الحب لا ينتهي بتاريخ محدد، صلاحية مفتوحة تعيش مع نبضات القلب للأبد.
الهلال سفارة رياضية سعودية تلعب دورًا مهمًّا في توطيد العلاقات وترسيخ قيمة ديننا الإسلامي الحنيف، بحسن التعامل مع الآخر، مهما اختلف عرقه أو دينه، هكذا الهلال لا أكثر، يزرع إنساناً لا يموت عشقه لهذا الكيان.


قبل أن ينام طفل الـــ "هندول" يسأل:
ما سر هذه الثقافة الهلالية بحسن التعامل مع محترفيها مدربين أو لاعبين؟!. 
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية".. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك..