|


حمد الراشد
مثالية للزعيم.. تراجيدية للأصفرين!!!
2017-05-06

طوى دوري جميل آخر صفحاته.. وحزم آخر حقائبه في ليلة الوداع.. بعد أن وزع الألقاب، ومنح كل ضيوفه الهدايا والحلوى.. ورسم اللوحة النهائية لواحد من أصعب المواسم الكروية.. الزعيم أنهى المشوار نهاية مثالية استثنائية.. لقب وفرح.. بطولة وإنجازات.. أرقام وشهادات.. وخماسية ساحرة في مرمى العالمي، شهد عليها أكثر من ٦٠ ألف متفرج وعشرات الملايين خلف الشاشة الصغيرة.. فيما أنهى الأصفران الموسم في الجولة الأخيرة نهاية تراجيدية.. العالمي تجرع أقصى هزيمة على يد الزعيم، وفشل في خدش أفراحه في ليلة التتويج.. ووجد نفسه مرغمًا على المشاركة في الاحتفالية من ضمن المعازيم.. والعميد أبى إلا أن ينهي مشواره الناجح برباعية قاسية في مرمى فواز، الذي عاد سيرته الأولى.. وتراجع مستواه في آخر ثلاث جولات.. وبمباركة المدرب الرائع سييرا، الحريص جدًّا على منح الفرص لبعض الوجوه الصاعدة، في ظروف غير مناسبة على الإطلاق، ودون مبرر، لكي يقال: مدرب جريء متجدد.. وإلا.. هل يعقل أن يشرك إبراهيم زاهر أساسيًّا في آخر وأهم جولة تحدد مركز الوصيف، وتمنح بطاقة آسيا تلقائيًّا، فضلاً عن أخطائه بإشراك ربيع في مركز قلب الهجوم على حساب العرياني المهمل والمهمش.. وعندما عالج أخطاءه في الشوط الثاني، كان الفتح قد طوى المباراة، وأحال أوراق العميد للمفتي من الحصة الأولى.. كيف أصيب كهربا وعكايشي فجأة؟ وهل من اللائق مغادرتهما قبل انتهاء الجولة الأخيرة، من باب الحرص وتوفير الدعم النفسي والمعنوي لزملائهما، هذا على فرض الإصابة؟!.

 

والآن، الوقت غير مناسب لفتح ملف الاتحاد.. علينا أن نحتفي بالبطل، بالنجم السوبر، الزعيم محطم الأرقام في واحد من أفضل المواسم التي مرت عليه في العقد الأخير.. عنوان هذا النجاح المبهر الإدارة.. هي من وضع حجر الأساس لانتزاع اللقب.. بالتخطيط السليم.. والفكر المضيء، وإدارة فن منافسات الدوري بحكمة وذكاء.. أبرز ملامح النجاح.. إقصاء المدرب اليوناني في أولى مراحل الدوري والتعاقد مع الكوتش الداهية دياز.. والحفاظ على الاستقرار الإداري للفريق باستمرار فهد المفرج.. والالتفاف حول الفريق ودعمه ماديًّا، وإبعاده عن المشاكل والأزمات.. وتعميق العلاقة والتواصل مع أعضاء الشرف.. وعدم الدخول في مهاترات ومساجلات مع الآخرين.. إدارة نواف الرقم الأول في معادلة كل الإبداعات التي حققها الزعيم هذا الموسم، يأتي بعدها أهم أعمدة الفريق وصناع الإنجاز أسامة هوساوي وإدواردو.. الأول تحمل بشجاعة وكفاءة عالية حماية دفاعات الأزرق.. والثاني تكفل بتسجيل الأهداف الحاسمة في العديد من المحطات الحرجة.. يأتي بعدهما نواف والفرج في بعض المراحل.. ومحترفو الزعيم خربين وميليسي وليو.. يليهم المدرب دياز الضلع الثالث في مثلث الإبداع الأزرق.. دياز مدرب حاذق ذكي واقعي.. صنع توليفة فنية تكتيكية وعناصرية، قادت الفريق إلى مرافئ المجد بكل هدوء وأستاذية، أعاد الوهج والهيبة للزعيم في ظرف زمني قياسي.. وهذه سمات المدرب الناجح المتمكن من أدواته.. دياز أغلى هدايا نواف بن سعد للمدرج الأزرق، واستمراره لعدة مواسم ضرورة حتمية.

 

نقاط تحت الحروف 

 

ـ ماذا حدث للعالمي في ليلة التتويج.. فشل جماعي بامتياز للإدارة والمدرب واللاعبين بلا استثناء. 

 

ـ ماذا أصاب العميد أمام الفتح؟ رباعية ثقيلة أكدت أن الفريق دون كهربا وعكايشي فريق متواضع الإمكانات.. والمدرب سييرا مدرب أخذ أكثر مما يستحق. 

 

ـ لم تأت أغاني الختام الجسمي والفارس في مستوى الحدث، وكان الأجدر عدم إقامة الحفل والاكتفاء بتسليم الكؤوس والسلام.