|


بدر الفرحان
الاتحاد بين الكاش والمجان
2017-05-11

*(مخسبكوا انداس، صبخ محتاس، مسختو بابوتسي يا ناس×× مفيس فلوس، بقيتوا منخوس، فلستو خلاص).. كلمات حلمنتشية بلهجة مصرية ممزوجة بلكنة يونانية غناها سيد درويش، وجددها في نهاية الثمانينيات الميلادية من القرن الماضي إيمان البحر درويش.


*حقيقة لا أدري ما الذي استرجع من ذاكرتي تلك الكلمات الغارقة في جلد الذات بسخرية لاذعة، بعد أن انفض مؤتمر إدارة باعشن الرائع وما خرج به من شرح مفصل للوضع المالي لنادي الاتحاد، ربما لتسلية النفس واستدعاء السخرية بدلاً من مواجهة حقيقة الأرقام المفزعة، فحجم الديون فاق أي تصور.. سئمنا الحديث عن (إدارة البلوي إخوان) وبأنها المتسبب في معظم تلك الديون، لذلك سأتجاوز عن الأسباب والمسببات، ولن أخوض في شرح تفاصيل الأرقام، فقد أسهبت الإدارة في الشرح لكل من يريد أن يفهم، أما من يريد أن (يتفزلك) فهذا شأنه.


*صرح باعشن عن عدم رغبته في تكليف جديد لإدارته أو دخول الانتخابات في حال أقرتها الهيئة العامة للرياضة، ذلك التصريح أصاب الجماهير الاتحادية بالكآبة، خصوصاً أن الإدارة حققت فائضاً في إيراداتها 30 مليوناً تقريباً التهمتها ديون ليس لها يد فيها.. المهم في الموضوع أن الإدارة وضعت حلولاً للمعضلة المالية عبارة عن ملفين وضعتهما أمام رئيس الهيئة العامة للرياضة محمد آل الشيخ، ملف عبارة عن محفظة استثمارية بمائة مليون ريال تحت تصرف الهيئة، والآخر ملف شراء النادي.. وأعتقد أن كلا الملفين يحملان حلولاً جذرية للمعضلة، أما فتح باب الانتخابات ودخولها على حس الاشتراك في بطائق العضوية فذلك ليس سوى مزيد من المخاطرة، في وقت يعيش فيه النادي فوق صفيح ساخن، وتهديدات بقائه على ذمة الحياة تأتيه من كل حدب وصوب.


*أياً كانت الأسماء المترشحة بحال من الأحوال، لن يزيد دخل الاشتراك في بطائق عضوية النادي عن عشرة ملاين، والعشرة كثيرة لاعتبارات اقتصادية واجتماعية عديدة لست بصدد ذكرها في هذا المقال.. لكن قد يكون هنالك حل آخر إذا أصرت الهيئة على الانتخابات، وهو أن يتقدم كل مرشح بدفع مبلغ مائة مليون ريال بشيك مصدق يساوي قيمة (المحفظة الاستثمارية)، إما أن يُسلم النادي لشخص بناء على وعود انتخابية (ميزانية مفتوحة) كان زمان وجبر.. ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين.


*للتعامل مع الواقع علينا مواجهة الحقيقة كما هي دون أي مجاملة أو تخفيف للعبارة، الاتحاد مقبل على (إفلاس) إذا لم يتدارك الوضع، فمن المفترض أن يتم التعامل مع وضع النادي المخيف بحلول جذرية تعيد للكيان هيبته وسطوته المالية كما كان وضعه في أيام خلت، وبالتأكيد ليس من ضمن تلك الحلول فتح باب الانتخابات بالمجان ليخوض النادي تجربة بلعل وعسى (فالاتحاد ليس حقلاً للتجارب)، وإلا دعونا نردد مع سيد درويش (سوخنا نروح لمين، دوخنا يا مسلمين، نسكي لمين ولمين×× حانتيس مانتيس، يا ابو الريس، إن شاء الله تعيس)..“ دمتم طيبين”