|


إبراهيم بكري
الأهلي نادي "القوة الناعمة"
2017-05-11

أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عن تشكيل "مجلس القوة الناعمة لدولة الإمارات العربية المتحدة" الذي يهدف إلى تطوير أدوات جديدة لإيصال قصة دولة الإمارات وتفردها لكل شعوب العالم.


القوة الناعمة، هو مفهوم صاغه جوزيف ناي من جامعة هارفارد لوصف القدرة على الجذب والضم دون الإكراه أو استخدام القوة كوسيلة للإقناع. في الآونة الأخيرة، تم استخدام المصطلح للتأثير على الرأي الاجتماعي والعام وتغييره من خلال قنوات أقل شفافية نسبياً والضغط من خلال المنظمات السياسية وغير السياسية.


هذا الاستهلال حول "القوة الناعمة" مجرد ديباجة موجهة إلى جماهير النادي الأهلي السعودي، لأنه من ثلاث سنوات أجد نفسي عاجزاً بأن أقنعهم بأن رعاية الخطوط القطرية للأهلي لا يمكن تفسيرها إلا بـ"القوة الناعمة" وهذا ليس عيباً ولا ينقص من قيمة النادي بل يعزز ثمنه استثمارياً.


تجديد الخطوط القطرية عقد رعاية النادي الأهلي ثلاث سنوات مقبلة تحول من فرح المدرج الأهلاوي إلى حفلة من الشتم والقذف في حسابي بتويتر، المنشن حزين من هذا "التنمر الإلكتروني" الأهلاوي الذي لا يعكس مسمى النادي "الراقي".


قد لا ألوم مشجعاً صغيراً في السن، حدود ثقافته الكتاب المدرسي بأن لا يعرف المعني الإيجابي لمصطلح "القوة الناعمة"، مؤلم بأن يكون زملاء مهنة في الإعلام وظيفتهم التنوير يركبوا موجة غضب المدرج الأهلاوي بترويج أن "القوة الناعمة" مصطلح له مدلولات سلبية.


الأمر المثير للدهشة، أن من يجلس مع الإدارة الأهلاوية في طاولة توقيع عقد الرعاية الأخوان في دولة قطر يعترفون بأنفسهم بأن رعايتهم للنادي الأهلي هي ضمن مشروع الدولة الإستراتيجي في "القوة الناعمة" ويرفض الأهلاويون قبول هذه الحقيقة.


نشرت "قناة الجزيرة" القطرية في 1 أكتوبر 2013م تقريراً موسعاً بعنوان :


(الدبلوماسية الرياضية لدولة قطر والقوة الناعمة)


هذا التقرير سلط الضوء على كثير من الجوانب بشأن اهتمام الدولة الشقيقة قطر بالقوة الناعمة في الرياضة، ومن ضمن تفاصيل هذا التقرير :


اعتمدت قطر "الرياضة" كبعد أساسي لإستراتيجية بناء الصورة الذهنية التي تتبناها كواحدة من إستراتيجيات سياستها الخارجية للتعريف بها ولتعزيز مكانتها في المحافل الدولية. فكانت القيادة السياسية في الدولة المسيّر الرئيس لإدارة الرياضة، وهي التي تحدد توجهاتها العريضة لاسيما ما يتعلق بالترشح للمنافسات الرياضية الدولية.


كما تطرق التقرير إلى رعاية قطر للأندية على مستوى العالم وكتب :


(لقد استثمرت دولة قطر في الدبلوماسية الرياضية من خلال رعايتها المنافسات والأندية الرياضية المحلية والدولية، إيمانًا منها بأن الاستثمارات الرياضية تلبي حاجات عقلانية بعيدة المدى).



لا يبقى إلا أن أقول :


بداية الخلاف مع الجماهير الأهلاوية في هذا الشأن تعود إلى 15 أكتوبر 2014م بسبب مقال كتبته في صحيفة الجزيرة بزاوية "حافز"عنوانه:
وكتبت حينها بالنص :("الأهلي" سلاح قطر بـ"القوة الناعمة")
(القطريون يدركون أن رعايتهم للنادي الأهلي بهذا المبلغ الكبير لن يحقق لهم أي عوائد مادية. هم لا يريدون الربح المادي. هناك أشياء أخرى يطمحون لها، ويفكرون فيها. وسيبقى "الأهلي" في يد "قطر" طيلة ثلاث سنوات سلاحاً فعالاً بــ"القوة الناعمة").
كما أشرت في بداية المقال أن دولة الإمارات الشقيقة تعلن عن تشكيل "مجلس القوة الناعمة" على نفس خطى الأخوان في قطر، من هنا أقترح على الإدارة الأهلاوية الحريصة في الفترة الأخيرة بترسيخ مسمى "الملكي" عبر بيان مرسل لوسائل الإعلام بأن تصدر بياناً إلحاقياً بأن يكون مسمى الأهلي (نادي القوة الناعمة) خاصة أن الفريق الأهلاوي يعتبر أول فريق سعودي يحظى بشرف هذا اللقب المهم والمنتشر عالمياً، توثيق مسمى "القوة الناعمة" في الوقت الراهن مهم للإدارة الأهلاوية حتى لا تخطف هذا اللقب أندية أخرى. 


قبل أن ينام طفل الـــ"هندول" يسأل:
لماذا الإدارة الأهلاوية لا توثق لقب "الأهلي نادي القوة الناعمة"؟
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية" وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.