|


إبراهيم بكري
ألا تحترمون الوطن!!
2017-05-15

"ألا تحترمون الوطن.. اللي ما يحترم الوطن يغادر القاعة".

 

بهذه العبارة وبخ الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، مجموعة من الحضور لم يُبادروا بالوقوف احترامًا للسلام الملكي الوطني، خلال تخريج طلاب جامعة شقراء السعودية الأسبوع الماضي.

يقول الشاعر الكاظمي:

 

ومن لم تكنْ أوطانهُ مفخرًا لهُ

فليس له في موطنِ المجدِ مفخرُ

ومن لم يبنْ في قومهِ ناصحاً لهم

فما هو إِلا خائنٌ يتسترُ

ومن كانَ في أوطانهِ حامياً لها

فذكراهُ مسكٌ في الأنامِ وعنبرُ

ومن لم يكنْ من دونِ أوطانهِ حمى 

فذاك جبانٌ بل أَخَسُّ وأحقرُ

 

"النشيد الوطني" يجسد فخر الشعوب بأوطانها، ليس هي مجرد كلمات ارتصت بجوار بعضها، بل هي حروف تتنفس الحب والانتماء للوطن.

في هذه المرحلة الحرجة التي يعيشها الوطن، تزداد قيمة ترديد "النشيد الوطني" في كل مناسبة ومحفل؛ لأن في كلماته رسالة مباشرة لكل الأعداء، أن لا شيء في قلوبنا ينبض مثل حبنا لهذا الوطن الطاهر.

 

هؤلاء الأعداء شعارهم ما يقوله "أدونيس":

"ما أكثر الأوطان التي يبدأ فيها سجن المواطنين بالنشيد الوطني".

 

في السعودية لا نؤمن بهذه العبارة، بل نرى أن "النشيد الوطني" هو أعظم مساحة من الحرية التي نستطيع من خلاله أن نقول:

تراب الوطن الطاهرة "فخر المسلمين".

 

الأوطان في ترابها أوردة وشرايين تضخ "حب الشعوب"، قلب الوطن بطبيعته غيور لا يرضى أن يشاركه في الحب أحد.. فما بالك عندما "نشيد الوطن" تزاحمه أناشيد أخرى في الولاء والانتماء؟!.

يوم الأربعاء 16 ديسمبر 2015، كتبت مقالاً في صحيفة الجزيرة عنوانه:

"امنعوا أناشيد الأندية".

 

من تفاصيل هذا المقال:

"في الحرب الرياضة سلاح تصوبه إلى عدوك؛ لتجعله يدرك أن كل الشعب يهتف باسم الوطن. لا شيء في المدرجات يوحّد ألوان الجماهير بمختلف ميولهم غير الوطن، كل شعوب العالم في الحرب يرددون في ملاعبهم نشيد وطنهم الرسمي، إلا نحن نردد العهد والعشق والانتماء للأندية!!".

 

وفي هذا المقال قدمت هذا المقترح:

"يقف لاعبو الفريقين معاً أمام الجماهير لترديد النشيد الوطني السعودي قبل كل مباراة في دوري عبداللطيف جميل".

ولقد تفاعلت الجهات المعنية مع هذا "المقال"، وصدر قرار منع "أناشيد الأندية"، وأن يكون "النشيد الوطني" قبل كل مباراة في ملاعبنا.

 

لا يبقى إلا أن أقول:

" أناشيد الأندية" التي كانت تجسد خطراً على اللحمة الوطنية، استشعرته الجهات المعنية؛ فصدر قرار المنع؛ لكي تعود الأمور لمسارها الطبيعي. 

في الوقت الذي ضرب فيه أمير الرياض نموذجاً وطنياً بأهمية الاعتزاز بــ"النشيد الوطني"، صدمت الجماهير الرياضية في مباراة الفيصلي والأهلي بخرق قانون منع "أناشيد الأندية"، من خلال اصطفاف لاعبي الأهلي أمام مدرج جماهيرهم لترديد "نشيد الأهلي" الصادر قرار بمنعه.

يقع على عاتق الهيئة العامة للرياضة، الاتحاد السعودي لكرة القدم، ورابطة دوري المحترفين، المسؤولية الكبيرة في هذه المرحلة الحساسة، التي تقتضي المصلحة الوطنية الوقوف للنشيد الوطني فقط، بأن يرفضوا عودة الاصطفاف لــ "أناشيد الأندية"؛ لأن دواعي المنع في تلك المرحلة ما زالت مستمرة.

نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بين الأهلي والهلال، فرصة للاتحاد السعودي لكرة القدم أن يعزز الوطنية بين الجماهير، بتوحيدهم في "النشيد الوطني" ونبذ التعصب الرياضي، التي من أسبابها "أناشيد الأندية". 

 

قبل أن ينام طفل الـــ "هندول" يسأل:

من المسؤول عن خرق نظام منع أناشيد الأندية في مباراة الأهلي والفيصلي؟!.

هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية".. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك..