تعيدني مبادرات الأشقاء في الإمارات وقطر بخصوص دمج أندية قوية وجماهيرية، كالجيش ولخويا في قطر والأهلي ودبي والشباب في الإمارات، إلى فتح ملف "فريق عمل تصنيف الأندية المنافسة والممارسة"، الذي تسلمه الأمين العام الحالي عادل البطي، في مرحلة سابقة، كان فيها رئيس الهيئة العامة للرياضة السابق الأمير عبد الله بن مساعد، قد كون 4 فرق عمل منها: فريق عمل تصنيف الأندية، وفريق عمل حجم التمثيل السعودي الخارجي في العديد من الهيئات والمؤسسات الرياضية الخارجية في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم والاتحاد الدولي، وفريق عمل تحسين بيئة الملاعب، وفريق عمل حصر البطولات في الأندية.. سأتحدث هنا تحديدًا عن ملف وفريق عمل تصنيف الأندية المنافسة منها والممارسة، الذي لم تظهر نتائجه ومقترحاته وتوصياته بالشكل والمبادرة التي سبقنا فيها الأشقاء في قطر، عندما بادروا بدمج ناديين قويين وصاحبي إنجازات وبطولات محلية وقارية، وهما ناديا الجيش ولخويا.. اللافت في جرأة المبادرة، أن الناديين اللذين دمجا مع بعضهما ليسا من أندية الدرجة الثالثة أو الثانية؛ حتى تكون المبادرة مقبولة.. وكذلك أندية الأهلي ودبي والشباب في الإمارات، وهي أندية جماهيرية وصاحبة بطولات وإنجازات.. مؤكدًا أن الأشقاء في قطر والإمارات لم يكن هدفهم بالدمج أسباباً مادية أو ضعف مداخيل واستثمارات، بقدر ما أجزم أنها أسباب فنية بحتة، تستهدف تكوين نادٍ "واحد" قوي محلياً وخارجياً، يمثل الدولة تمثيلاً قويًّا ومشرفًا، ويصل إلى مراحل متقدمة في الاستحقاقات الخارجية الآسيوية والدولية..!!.
ـ أعود لأقول إننا في حال توسعنا في عدد الأندية، فإنه سيصنع كيانات رياضية وفنية "ضعيفة جدًّا"، وتحمل نفسها، وتحمل "الهيئة العامة للرياضة"، مصاريف وميزانيات ونفقات مالية دون مخرجات واضحة.
ـ هنا أطرح سؤالاً: في جميع المناطق والمحافظات والمدن أقول: ما الذي يمنع لو حولنا عدداً كبيراً من هذه الأندية إلى "مراكز" رياضية وشبابية، بلا منافسات، وتعميق ثقافة "الممارسة"، وهي الأقل تكلفة وجهدًا ووقتًا.
مذكراً أن موضوع "دمج الأندية" كان ولا يزال مطروحاً منذ عدة سنوات رغم حساسيته وربطه بالميول والانتماء القديم.. ما الذي يمنع ـ مثلاً ـ من دمج ناديي وج وعكاظ بمسمى "نادي الطائف" أو "نادي عكاظ"؟ وما الذي يمنع من دمج نادي حراء بنادي الوحدة.. وضم نادي جدة "الربيع" سابقًا بالنادي الأهلي أو نادي الاتحاد.. ودمج ناديي الوطني والصقور بتبوك وغيرها من أندية المناطق والمدن والمحافظات؛ بهدف ـ وهذا زبدة الموضوع ـ تكوين نادٍ يمثل المنطقة والمحافظة والمدينة تمثيلاً قوياً ومشرفاً.. والتقليل من النفقات المالية لهذه الأندية وتنشيط سوق الانتقالات.. مع التأكيد على أن هناك أندية في جميع المناطق الشمالية والجنوبية والغربية والشرقية والوسطى في الدرجة الثالثة والثانية، بحاجة إلى دمج.. حتى رجال الأعمال في هذه المناطق يجدون ما يحفزهم على دعم نادٍ واحد بالمنطقة أو المحافظة، بحكم انتمائهم لمنطقتهم أو محافظتهم، ويعززون من قوة ناديهم.. بقي أن أقول: إذا كان الأشقاء بالإمارات وقطر بلغت بهم الجرأة والشجاعة والرغبة في وجود أندية قوية ومنافسة ومشرفة بدمج أندية كبيرة وقوية وجماهيرية كالجيش ولخويا في قطر والأهلي ودبي والشباب في الإمارات.. فإنه بمقدورنا أن ندمج أي ناديين ـ في مدينة أو محافظة واحدة ـ بفريق واحد وصولاً إلى تأسيس نادٍ قوي ومنافس، ومشرف لمحافظته ومدينته.. هذا على مستوى المنافسة.. أما على مستوى الممارسة؛ فبالإمكان إنشاء مراكز رياضية يساهم فيها القطاع الخاص والمستثمرون.. فالتوسع في إنشاء مراكز شباب أو مراكز رياضية أفضل بكثير من تأسيس نادٍ ضعيف في مشاركاته وبرامجه ونشاطاته.. ومداخيله المادية لا تفي بمتطلبات تفوقه وتقدمه وتحسين موقعه، دون تمثيل قوي ومقبول من هنا أيضًا.. يبقى الخيار الوحيد والمطروح أمام الهيئة العامة للرياضة، هو عدم التوسع مستقبلاً في عدد الأندية في "المحافظة الواحدة"!! بل التوسع في إنشاء وتأسيس مراكز رياضية وأندية أحياء لتوسيع دائرة الممارسين، طبقا لأهداف ومؤشرات "رؤية 2030".