تدحرج الكرة بين أقدام لاعبي الأهلي والهلال أمس بالجوهرة، وهذا "المقال" في نفس التوقيت يعيش مرحلة "المخاض" في رحم مطابع الصحيفة، ليولد قبل موعده دون أن يعلم نتيجة المباراة.
"المقال الخديج" هو مقال ولد ناقص الوزن لم يكتمل نموه، يعيش في "حضانة المطابع" حتى ينضج.
حتى يعيش هذا "المقال الخديج" ويرى النور في ورق الصحيفة اليوم الجمعة، قطع "حبله السري" قبل أن يعلن حكم مباراة نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين أمس الخميس صافرة النهاية، تصرخ الحروف فرحة الميلاد، لا أعلم "صرخة فرح" فاز الأهلي أم الهلال، أم "صرخة حزن" خسر الراقي أم الزعيم؟!.
قبل أن يولد أي مقال في الصحيفة، يعيش عمليات تحريرية معقدة، يكتبه الكاتب ويرسله للصحيفة ليحرر ويصف ويراجع لغويًّا وإملائيًّا، بعدها يعيش تحت رحمة "مشرط الرقيب"، رئيس التحرير يعتمده أو يرفضه، بعد كل هذه المراحل الصحفية، ينتظر الكاتب قرار صاحب السلطة "رئيس التحرير" ليوافق على نشره أم يشطبه بقلمه، ويكتب عليه "غير صالح للنشر".
"مشرط الرقيب" لا يختلف عن "مشرط الطبيب" في غرفة الولادة، كلاهما يقطعان "الحبل السري" للمقال أو الطفل لكي يعيش بالنشر على الورق أو تنفس الحياة.
موت "المقال" بقرار صاحب السلطة، هو "صك فشل" الكاتب في تمرير أفكاره وعجزه عن استخدام مفردات تخادع "مشرط الرقيب".
تختلف شخصيات الكتاب، بعضهم لا يهتم بعدم النشر، أما "طفل الهندول" يغضب ويشعر بمرارة قرار "مشرط الرقيب"، لا يكتفي بذلك "طفل الهندول"، معركة حوار مع أصحاب السلطة بصحيفة الرياضية، لا يستطيع أن ينام هذا الطفل في هندوله إلا بإرسال رسالة إلى ريئس التحرير الصديق بتال القوس نصها: "يا أستاذي لماذا لم ينشر مقالي؟!.".
أستيقظ في الصباح على رد بتال: "يا أبا وسن مقالك غير صالح للنشر".
لا أكتفي برد الرسالة، اتصل على أبي ساير لأحاوره لماذا؟
سعة صدر "رئيس التحرير" تمنحني مساحة كبيرة لمحاورته ومحاولة إقناعه لتغيير قراره، لكن خبرة الزملاء في صحيفة الرياضية يكون في منع نشر المقال حماية للكاتب؛ لأنه تجاوز الخطوط الحمراء التي تعرضه لعقوبة الإيقاف من وزارة الثقافة والإعلام.
لا يبقى إلا أن أقول:
قد تسأل عزيزي القارئ.. لم كل هذا يا «إبراهيم» بسبب عدم نشر مقال؟
السبب أنت أيها القارئ الحبيب، عندما تخصص جزءًا من وقتك لكي تقرأ زاوية "هندول".. يجب أن أحترمك وأقدرك وأن تجد نبض حروفي تصافحك بالشكر والعرفان على اهتمامك.
من المهنية أن يلتزم "الكاتب" بميعاد ميلاد "مقاله" احترامًا لصديقه "القارئ"؛ فاعذرني هذه المرة بهذا "المقال الخديج".. لم أشاركك تفاصيل وأحداث نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين أمس بين الأهلي والهلال.
قبل أن ينام طفل الـــ "هندول" يسأل:
من فاز بكأس الملك.. الأهلي أم الهلال؟!.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية".. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك..