أحفاد مارادونا وأشقاء ميسي حزموا حقائبهم، عائدين إلى وطنهم الأرجنتين خائبين منكسرين، وكأن كرة القدم تقدم لنا درساً بأن العرق، الجهد، والعزيمة، هي من تصنعك بطلاً، وليس تاريخ أجدادك في عالم المستديرة.
المنتخب السعودي للشباب في كأس العالم بكوريا يبهر الجميع بعزيمة "الصقور الخضر"، في النهوض من الهزيمة الأولى إلى الصعود إلى دوري الــ16، بعد تعادل ثمين أمس أمام المنتخب الأمريكي برأسية مدافع المنتخب عبد الإله العمري.
نقطة واحدة ثمنها غال، مكنت منتخبنا السعودي من مواصلة المشوار في كأس العالم على حساب منتخب الأرجنتين، الذي خسر فرصة التأهل كأفضل ثالث.
منتخبات عريقة تاريخياً في كرة القدم مثل الأرجنتين وغيرها، حزمت حقائبها وعادت إلى أوطانها، ويبقى المنتخب السعودي للشباب صامدًا في المنافسة، هذا مؤشر يجعلك تدرك أن أرضنا ولادة للمواهب الرياضية، ونملك خامات ثمنية تحتاج إلى التنقيب والرعاية والاهتمام.
في المقال السابق عن المنتخب السعودي للشباب كتبت بالنص:
"التعامل مع المنتخبات السنية من المهام الصعبة في كرة القدم، وتحتاج إلى جهد مضاعف من الجهازين الفني والإداري؛ بسبب أن اللاعبين لا يملكون الخبرة الكافية للتعامل مع المواقف الصعبة وظروف المنافسة المعقدة".
ما حدث أمس في مباراة أمريكا من تماسك خطوط المنتخب الدفاعية والهجومية، وعدم تأثرها بهدف التقدم الأمريكي، يكشف لك أن في المنتخب السعودي عملاً فنيًّا مميزًا من المدرب الوطني سعد الشهري، بحسن قراءة الخصوم، واختيار التشكيلة الأمثل واللعب بالخطة المناسبة لظروف المباراة، وتعزيز الثقة في إمكانيات اللاعبين بتحفيزهم نفسيًّا.
لا يوجد شك أن هذا العمل الفني المميز من مدرب المنتخب، يعكس خلية عمل بين الأجهزة الفنية والإدارية كمنظومة واحدة، توفر لمواهب منتخبنا البيئة المناسبة للنجاح والتميز.
لا يبقى إلا أن أقول:
نجاح المدرب سعد الشهري في كأس العالم بكوريا، يبرهن لنا أن المدرب الوطني بعيونه السوداء في المنتخبات السنية السعودية، يحقق منجزات أفضل من الأجانب أصحاب العيون الخضراء والشعر الأشقر.
المؤرخ الرياضي نعيم البكر يقول:
"بعد 6 مشاركات في كأس العالم للشباب بالمدرب الأجنبي، لم نتجاوز فيها دور المجموعات، الأخضر الشاب يصعد مرتين متتاليتين لدور الـ16 بالمدرب الوطني".
خالد القروني وسعد الشهري مدربان وطنيان فعلا ما عجز عن فعله المدرب الأجنبي مع المنتخب السعودي للشباب بالمشاركات في المونديال.
المدرب الوطني المؤهل بالدورات العلمية والثقافة الرياضية وتجربة التدرج بالمراحل التدريبية، يستطيع أن يحقق لوطنه منجزًا رياضيًّا، شكرًا يا "سعد الشهري".. صنعت لوطنك منتخباً قوياً ينافس أندية عالمية بكل ثقة وثقل فني، يبرهن على إمكانياتك التدريبية المميزة المسلحة بالتجارب الناجحة.
قبل أن ينام طفل الـــ "هندول" يسأل:
متى نؤمن أن المدرب الوطني المؤهل ثروة رياضية تستحق الدعم؟!.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية".. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك..