"اللعب فوز وخسارة يا شباب.. بإذن الله نعوضكم المباراة الجاية.. المباراة الجاية نعوضكم إن شاء الله.. الكورة فوز وخسارة يا شباب إن شاء الله نفوز في المباراة الجاية".
هذه صيغة إعلان أحد رعاة المنتخب شارك فيه مجموعة من لاعبي المنتخب من أجل التخفيف على الجماهير بعد الخسارة !!.
حتى هذه اللحظة لا أعرف من صاحب هذا الفكر الانهزامي وهو يزرع الخسارة في أجساد لاعبي المنتخب السعودي من أجل تصوير إعلان لشركة الاتصالات السعودية نشر مباشرة بعد خسارة منتخبنا من أستراليا أمس في تصفيات كأس العالم لمونديال موسكو 2018 بنتيجة 2ـ3 لصالح صاحب الأرض منتخب الكنغر.
ليس هناك "صقر" يخشى مواجهة خصمه أو فريسته، يحلق الصقر عالياً لينقض مسرعاً بسلاح النصر على هدفه، "صقورنا الخضر" بسبب هذا الإعلان دخلوا المباراة مهزومين نفسياً وكأنهم عاجزين عن هزيمة المنتخب الأسترالي.
اللاعبون أرجلهم متخشبة في أرض الملعب، أخطاء من الحارس والدفاع يفترض ألا تحدث في منتخب يريد أن يذهب إلى كأس العالم، كان من الواضح في عيون لاعبي المنتخب تقرأ الهزيمة وكأنهم يقولون للجماهير السعودية:
"نعوضكم المباراة الجاية !!".
لا يبقى إلا أن أقول:
لماذا نلقي بأنفسنا في الماء قبل أن تغرق السفينة؟
"حكمة صينية" جسدها منتخبنا السعودي، اللاعبون رموا أنفسهم في أحضان الهزيمة قبل أن تبدأ المباراة أمام أستراليا.
الأمتار الأخيرة لا تقبل أي أخطاء لكي نحقق الحلم بالعودة للمونديال مرة أخرى، هذا الإعلان خطأ إداري فادح يتحمل مسؤوليته الاتحاد السعودي لكرة القدم وإدارة المنتخب على وضع اللاعبين تحت ضغوط الهزيمة قبل أن تبدأ المباراة.
يقول نجيب محفوظ:
"لا أحذركم إلا من عدو واحد هو اليأس".
وأنا أحذر المسؤولين في المنتخب من اليأس، ازرعوا الأمل في أجساد اللاعبين، اجعلوهم يدخلون المباراة وهم منتصرون، وليسوا خاسرين، وكأنني أرى قصر "الكرملين" يفتح أبوابه لمنتخبنا لنلعب في مونديال موسكو 2018 فقط فليكن سلاحنا التفاؤل لا أكثر.
قبل أن ينام طفل الـــ "هندول" يسأل:
لماذا إدارة المنتخب زرعت اليأس في أجساد اللاعبين قبل مباراة أستراليا؟!.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية" وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.