لا شيء يعدل العيد في وطنك، نكهة العيد في أحضان أهلك له مذاق مختلف لا يشعر بقيمته إلا مغترب غادر الديار من أجل علم أو عمل.
تفاصيل بسيطة لكنها عميقة في الجسد، طوابير الانتظار عند الحلاق ليلة العيد، الثوب الجديد من الخياط إلى المغسلة، شماغ أو غترة يزينها عقال، زحمة سيارات الشوارع، الأجساد المتزاحمة في الأسواق، حلوى العيد في بسطات السوق القديم... كل هذه الأشياء تشغل وقتك لكي تستقبل العيد وتشعر بأنه ضيف مهم يصافح حياتك بالفرح والسعادة تفتقدها في الغربة.
في صباح العيد فطور الأم... حوت مالح، مرسه، مغش، حسيه عيش خمير تفتقدها في الغربة لا مذاق للعيد بدون الأكلات الشعبية.
لا أحد يطرق بابك ليقول لك من العائدين، ولا طفل يطلبك العيدية، ولا صورة جماعية مع أجيال الأسرة الأب والأم والإخوان والأحفاد والأبناء.
عيد لا لون له ولا طعم... عيد الغربة الحنين للوطن لا أكثر.
لا يبقى إلا أن أقول :
أزرعوا الفرح في أجساد من حولكم من المغتربين في الوطن، أجعلوهم يشعرون بأنهم بين أهلهم، اليوم ونحن في الغربة نشعر كيف هم يعانون في العيد بعيدا عن أوطانهم.
أطرقوا أبوابهم بهدايا العيد، زرع الفرح في أجساد البسطاء ثروة إنسانية تمنحك السعادة في الدنيا والأجر في الآخرة.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية" وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.