|


سلطان رديف
النُباح في ظلام قطر
2017-07-02

الألم لا ينتج إلا صراخاً لأن المتألم يفقد عقله فلا يفكر بل يصرخ من شدة الألم الذي يعانيه ولعل هذا هو حال إعلام حكومة قطر الذي أراه اليوم يصيح ألماً من سياسة حكومته فهو لا يعرف ماذا يقول ولا يدري عن ماذا يدافع ولا على ماذا يرد هل يرد على خيانة الجار؟ هل يرد على مؤامرة اغتيال ملك؟ هل يرد على تقسيم بلاد الحرمين؟ هل يرد على إيواء رؤوس الفتنة والهاربين من أوطانهم؟ هل يردون على ارتمائهم في أحضان الفرس؟ هل يرد على تمويل جماعات وأحزاب إرهابية تقتل شعوب الأمة هنا وهناك؟ هل يرد على تسجيلات دانت وكشفت الوجه الحقيقي لحكومة لم تحفظ حق الجار وبيتت له شراً يعبث في أمنه ومستقبله؟ هل يرد على إعلامه الذي يديره مرتزقة طردوا من أوطانهم فوجدوا قطر البيت الحاضن لثعابين الأرض يبثون سمومهم باسم الحرية؟ والقائمة هنا تطول ولكنهم أضعف من أن يستطيعوا أن يردوا على كل ذلك لأن الله أراد لتلك الزمرة أن تُكشف على رؤوس الأشهاد وعلى مرأى ومسمع من العالم كله لذلك شاهدنا سقطات الهارب من الحقيقة يحفر حفرة فيسقط فيها فيقف متسخاً في وحل جريمته.

 

لقد تركوا كل ذلك وأصبحوا يبحثون عما نقول عن وطننا بل ويعتبرون دفاعنا عن الوطن وعن أمن وحياة ومستقبل أبنائنا ومجتمعنا نوعاً من النفاق ويتبجح (ماكرهم) ويقول (صدقوني قطر أبرك منكم للسعودية) فنحن لا نريد بركتكم التي تستمدونها من ولاية الفقيه ولا نثق في مصداقيتكم التي كشفت تآمر الخونة لتقسيمنا وحاكوا المؤامرات ضد قيادتنا وأهلنا وأولادنا فحشفاً وسوء كيل ولعلي أعجب ماذا كان ينتظر (ماكرهم) وزمرته هل نصمت أم ندافع عن الغادر والخائن فكلها خيانة ليست للوطن فقط بل وللأمة فنحن قيادة وأرضا وشعباً وعلى مدى التاريخ الذي كتبناه بأفعالنا ومواقفنا لم نعرف للخيانة طريقاً ولا للتآمر مسلكاً وكنا وما زلنا مع أمتنا في كل أصقاع الأرض نقف مواقف شهد لها التاريخ حاضراً وماضياً وما زلنا على العهد خُلقنا دين ومنهجنا كتاب وسنة لا نعرف لؤماً ولا مكراً ومن يدافع اليوم عن وطني هم أبناء الوطن لذلك ستشاهدون أبناء وطني يقفون صفاً واحداً وبلغة واحدة فليس من بيننا هارب ولا في أحضاننا متآمر وليس في صفنا خائن بل لحمة واحدة كل منا يُشرفُ الآخر فعلاً وقولاً ومن شذ منا فهو زَبَدُ الوطن يذهب جفاءً ليس له قيمة.

 

لذلك لا يهمنا اليوم صياح المتألم ولكننا نرحم شعباً أصبح ضحية لسياسة الخيانة واللؤم والغدر لا يسمع إلا نُباحاً مأجوراً في ظلمة ليل ولكن هيهات فإن الشمس ستشرق لتُسكت بنورها نباح الظلام فإن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب.