|


سلطان رديف
العودة للوراء لإعلام مؤثر
2017-07-09

أن تعود خطوة للوراء لكي تعيد العمل والبناء فهذا ليس بالخطأ، بل هو بداية لانطلاقة قوية ونجاحات تكتسبها من تصحيح أخطائك.. وفي أكثر من مقال في وقت سابق، طالبت مراراً وتكراراً بأن نعيد بناء منظومتنا الإعلامية بشكل عام والرياضية بشكل خاص، وعلينا أن نتمسك بجانب الإبداع، إذا كنا نؤمن بأن العمل الإعلامي هو عمل إبداعي متجدد لا يتوقف، وأدواته تتطور عاماً بعد عام، وأساليبه تختلف، ولكن للأسف لم نجد التجاوب لمثل هذا الطرح، بل هناك من يريد منا أن نبقى على عاهاتنا السابقة التي لها عشرات السنوات لم تتغير.

 

دعونا نتحدث بصراحة.. القناة الرياضية السعودية ماذا تغير فيها شكلاً ومضموناً خلال السنوات الماضية، أو من عام لعام؟ لا شيء.. ذات البرامج.. وقد تتغير المسميات ولكنها ذات المضمون، بل بنفس الاستديوهات والكراسي، وعندما ظهرت قنوات إم بي سي برو قلنا نحن أمام نقلة أخرى، ولكن للأسف ذات الفكر وذات العمل وذات البرامج لم يتغير شيء، وعندما تسأل لماذا؟ تكون الإجابة لا توجد لدينا موارد مالية لتكون صدمة أخرى؛ فكيف تملك أقوى مسابقة عربية يشاهدها الملايين ولا تستطيع جذب المال؟ وللنظر لبقية البرامج في بقية القنوات لا تختلف كلها بذات النمطية التي عرفناها منذ سنوات لا تغيير، بل في كل عام نكرر أنفسنا، بل بعضها لم يقم إلا على وتر التعصب ولا تستضيف إلا من يخدم أجندة هذا الرئيس أو ذاك، بل تحقق رؤية ومصالح اشخاص أكثر من كونها برامج تتبع لمؤسسات تهدف للربحية، بل أكون صريحا أكثر لأقول بأنها ساعات بث مدفوعة الثمن تباع بالباطن على الأندية وأعضاء الشرف بحجة القدرة على تشكيل الرأي العام والتأثير على صناع القرار.

 

وعلى المستوى الفردي أصبح الإعلامي يرى نفسه أكبر من المؤسسة الإعلامية التي يعمل بها، بل أكثرهم لا تجد له نتاجاً إعلاميًّا، بل بعضهم ليس له تاريخ وأصبحوا جميعاً يبحثون عن البطولات التويترية أكثر من الإنتاج الإعلامي الصحيح الذي يبدأ من الميدان وينتهي في الميدان، والقامات الإعلامية التي تحترم نفسها تجدها تختفي لأنها تحافظ على تاريخها الميداني من الانزلاق في عبثيات التعصب ورتوتاته.

 

ما أود قوله بشكل مختصر بأننا نملك الفكر ونملك المال ونملك الأرضية الخصبة للاستثمار والتطوير، ونملك القدرة على التغيير ونملك المنصات ونملك المحتوى، ولكن علينا أن نرجع خطوة للوراء لنشاهد المشهد بشكله الصحيح ونضع الإدارة في أيدي الحكماء الذين يحسنون التوجيه والإدارة وصناعة العمل الإعلامي الذي يخدم الصالح العام، ويحقق التأثير المطلوب من خلال الغوص في العمق الرياضي فكراً وعملاً بعيداً عن تفاهات المتعصبين، وأن نسير وفق منهجية تحقق الأهداف؛ لذا علينا أن نغير الوجه الإعلامي الرياضي ليتناسب مع المرحلة.. وللحديث بقية.