عندما كان الرمز الأهلاوي الأمير خالد بن عبد الله يقود وسط نادي الأهلي، لم تفرش له سجادة حمراء على الملعب لكي يركض عليها، كان كغيره من اللاعبين يركض في الأرض نفسها ليتسخ حذاؤه وملابسه ككل اللاعبين.
وعندما كان يلعب لا ينزل المباراة وهو يرتدي "البشت"، كان كغيره، قميص أبيض وأخضر لا يختلف عما يلبسه زملاؤه في الفريق، ملابس قديمة يلعب بها طيلة الموسم.
يكتب أمام اسمه في الكشف "سكور شيت" اللاعب، كان يخضع كغيره من اللاعبين لقرارات الحكم قاضي الملعب، لا سلطة له في المستطيل الأخضر، قانون اللعب نفسه ينطبق عليه كغيره.
عندما تكون الكرة بين قدميه لا يرحمه خصومه، يهاجمونه لقطع الكرة أو مخاشنته ليسقط في الأرض، كان ينهض من الأرض بنفسه.
قميصه في الملعب يتبلل بالعرق كبقية اللاعبين، فالكرة مهرها العرق والجهد، هذه الرياضة لا تفرق بين البشر، من يريد أن يلعب فيها يخلع كل ألقابه.
خالد بن عبد الله لم يهبط علينا كرياضيين بالبراشوت، بل هو ابن الرياضة، تدرج فيها من أرض الملعب لاعباً إلى مقعد رئاسة الأهلي، ثم رئيس أعضاء الشرف، إلى أن أصبح رمز الأهلي.
أكثر من يدرك أن الرياضة تحت سقفها الجميع لا فرق بينهم، هو الأمير خالد بن عبد الله؛ لأنه يعلم أن قيم الرياضة السامية ترفض أن تميز بين الرياضيين.
يقول لاروشفوكو:
"دراسة الناس أهم من دراسة الكتب".
الأمير خالد بن عبد الله كتاب مفتوح لكل الرياضيين في السعودية.. الجميع يعرف تواضعه وحكمته.. لكن تحزن عندما ترى أشخاصًا يشوهون جمال الأمير في عيون محبيه.
في الأيام الماضية، بعض المحسوبين على البيت الأهلاوي صوروا للوسط الرياضي أن الأمير خالد بن عبد الله بتغريدات قد تفهم خطأ، وأضروا في وقت بحثوا فيه عن تعزيز الإيجابيات فسقطوا في تصوير المشهد.
ما جعل الجماهير تهيج وتستثمر اسم الأمير خالد بن عبد الله بشكل غير لائق، هي تغريدة المستشار القانوني للنادي الأهلي خالد أبو راشد في تويتر:
"ينفي سمو الأمير خالد بن عبد الله بن عبد العزيز معرفته بالكاتب البكري، ولم يتم أي تواصل معه مباشر أو غير مباشر، ولا نية للتنازل عن حقوق الأهلي".
هذه التغريدة بسبب قضية مقالنا "أموال سيدة الأعمال الأهلاوية مشبوهة".
من حق الأخ خالد أبو راشد أن يتمسك بحق النادي الأهلي القانوني، لكن ليس من حقه توجيه نظراتنا لجمال شخصية الأمير في الوسط الرياضي بما يعتقده صوابًا وهو غيره، الرمز الأهلاوي الأمير خالد بن عبد الله.. اقرأ الردود تحت هذه التغريدة، والتي تسببت بها، وفي تغريدات أخرى، لتدرك أن بعضهم صورك بغير طيبتك وجمال روحك وخلقك، بعض الردود حملت الإساءة وهي تريد مدحًا، صورت الطيبة بعكسها
والإحسان بضده:
أحدهم يكتب: سوف يسجنك، والآخر سوف وسوف والثالث سوف ووو.. وأترفع عن كتابة ما قالوه لأن خالد بن عبد الله أرفع من حروفهم، وإن نقلتها كنت مثلهم.
سامح الله الأخ خالد أبو راشد في هذه التغريدة غير اللائقة في حق شخصية رياضية متواضعة، يحبها كل الوسط الرياضي.
لا يبقى إلا أن أقول:
لكل إعلامي في حياته محطات تبقى خالدة في الذاكرة، اتصل الرمز الأهلاوي الأمير خالد بن عبد الله هاتفيًّا بالزميل بتال القوس رئيس تحرير الرياضية، وقال له: بعد مقالي عن لقائي بالملك عبد الله ـ رحمه الله ـ في جيزان الغالية: قرأت مقال إبراهيم بكري، فبلغه إعجابي بالمقال وشكري له.
عندما نقل لنا الزميل بتال القوس رسالة الأمير قلت له بالنص:
بلغ الأمير تقديري له على لطفه واهتمامه.
كان من السهل في هذه اللحظة أن أطلب من الزميل رئيس تحرير الرياضية جوال الأمير لكي أشكره بنفسي وبناء علاقة شخصية، لكن تعمدت عدم فعل ذلك.. قد تسأل لماذا؟!
كاتب الرأي أكثر شيء يقتل قلمه العلاقات الشخصية، من السهل أن أكون صديقاً لكل رئيس ناد أو عضو شرف، لكن حينها سوف يرتعش قلمي ويخشى أن ينتقد لكي لا أخسر قربي منهم.
لم أدخل يوماً قصرًا أحمل في يدي مقالاً يمدح أو يمجد فريقًا، أتعمد أن أكون بعيداً.. صديقاً للقلم أكتب ما أؤمن به دون أن يحدد مساره رئيس ناد أو عضو شرف.
في الختام.. أن يكون صاحب الشأن قارئاً لك أفضل من أن يكون صديقاً لك لا يقرأ ما تكتب، الثروة الحقيقية لأي كاتب رأي، هو عدد القراء وليس عدد الأصدقاء.
قبل أن ينام طفل الـــ "هندول" يسأل:
لماذا خالد أبو راشد غرد أن الأمير خالد بن عبد الله لا يعرف إبراهيم بكري؟!
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية".. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك..