يقول أندرو كارنيجي:
"العمل الجماعي هو القدرة على العمل معًا برؤية مشتركة، ويمنحنا القدرة على توجيه الإنجازات الفردية باتجاه الأهداف، ذلك هو الوقود الذي يسمح للناس العاديين بتحقيق نتائج غير عادية".
عندما تريد بناء فريق قوي منافس على البطولات، فعليك بناء الفريق جماعيًّا، وليس تعاقدات فردية لا تحقق مصلحة الفريق في المنافسة.
من الواضح أن فريق الفيحاء الضيف الجديد في دوري المحترفين السعودي يملك المال، لكن طريقة تعاقداته تكشف لك ضعف خبرة إدارته، من خلال صفقات تعاقدية مع لاعبين بطريقة عشوائية، ودون خطط واضحة وأهداف مرسومة.
ما في شك المال اليوم مهم في الرياضة، ويختصر لك طريق النجاح، لكن المال من دون فكر يجعلك تخسر كل ما تملك، دون أن تحقق أهدافك، حتى هذه اللحظة لا نعرف ما أهداف إدارة الفيحاء؟!
بناء فريق قوي ينافس على البطولات، أم فريق يريد البقاء في دوري المحترفين وعدم الهبوط لدوري الدرجة الأولى.
ما يجعلك تجزم بأن إدارة الفيحاء ينقصها الخبرة في بناء فريق قوي، أنها لم تستثمر قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم بالتعاقد مع 6 أجانب من بينهم السماح للحارس الأجنبي.
كان يفترض على إدارة الفيحاء أن تبدأ بالتعاقدات مع الأجانب لبناء العمود الفقري للفريق، من بعد ذلك تطعم الفريق بالعناصر المحلية وليس العكس، كما يحدث حاليًا، اهتمت بالتعاقد مع لاعبين محليين بمبالغ كبيرة، لو صرفت على أجانب مميزين يصنعون الفارق في المنافسة كان الأفضل لمستقبل الفريق.
عمود فقري للفريق يكون حارس مرمى، قلب دفاع، محور، صانع ألعاب، مهاجم بالأطراف، ومهاجم صندوق.. هؤلاء الستة الأجانب المحترفون لو كانوا مميزين إلى جانب عناصر محلية تملك الخبرة في المراكز الأخرى، سوف تصنع لك فريقاً قوياً ينافس على البطولات وليس البقاء في الدوري فقط.
مهم جدًّا عندما تفكر في بناء فريق، أن تبحث عن عناصر منسجمة مع بعضها وتملك الخبرة في المنافسة، الأموال الكبيرة التي صرفتها إدارة الفيحاء على اللاعبين المحليين.. نفس هذا المبلغ يمنحك الفرصة في إغراء عمود فقري لأحد المنتخبات العربية المميزة.
على سبيل المثال منتخب الفراعنة منتخب مصر القوي، تستطيع إدارة الفيحاء التعاقد مع 6 لاعبين في المراكز المشار إليها، يملكون الخبرة الكبيرة وعقودهم الاحترافية أقل من عقد اللاعب السعودي المحترف، وأقصد هنا اللاعب المصري المحترف في الدوري المحلي، إلى جانب منتخب مصر المنتخب العراقي، يملك عناصر مميزة في جميع المراكز في ظل ما يعانيه اللاعب العراقي من ظروف مالية صعبة في الدوري المحلي، فإن الاحتراف الخارجي يمثل له فرصة لإثبات الذات والتميز.
لا يبقى إلا أن أقول:
إدارة الفيحاء تعاقدت مع لاعبين محليين على مستوى عال، لكن معظمهم انتهى طموحهم في عالم المستديرة وأغلبهم غادر فريقه من أجل المال في الفيحاء، وليس من أجل المساهمة في صناعة فريق قوي.
لم يعد من الصعب في كرة القدم صناعة فريق بطل، هناك شواهد كثيرة لعل من أبرزها بطل الدوري الإنجليزي عام 2016م فريق ليستر سيتي عندما اشتراه رجل الأعمال التايلاندي فيتاشي، كان يملك الفكر قبل المال، هذا الملياردير التايلاندي استعان بعيون خبيرة للبحث عن مواهب في كرة القدم لبناء الفريق، لم يهتم بنجوم كبيرة مشهورة من دون طموح، تعاقد مع لاعبين يمتلكون الطموح ليكونوا أبطالاً.
بالمال الكبير الذي يملكه الفيحاء لو تعاقدت مع لجنة فنية تملك الخبرة والتجربة من لاعبين سابقين ومدربين، كان أفضل لمصلحة الفريق بدلاً من القرارات الحالية التي مصدرها إداريون ينقصهم الخبرة في الأمور الفنية.
قبل أن ينام طفل الـــ "هندول" يسأل:
هل فريق الفيحاء يملك مالاً من دون فكر؟!
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية".. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك..