|


هيا الغامدي
"بالعربي" ـ النصر المدعوم "لوجستيّا" مطرود "إكلينيكيّا"!
2017-07-28

رغم محاولات الاتحاد العربي لكرة القدم برئاسة الأمير تركي بن خالد، للنهوض بالبطولة العربية ومحاولة إحيائها من جديد، وبث الروح بجسدها الميت أصلاً منذ سنوات، خاصة أنها بلا تخطيط ولا رؤى فنية ولا قيمة معنوية وجماهيرية، في ظل المجاملات والمحسوبيات، فتوهجها وبريقها كان قد رحل برحيل الأب الروحي لكافة البطولات العربية الأمير فيصل بن فهد ـ رحمه الله ـ صاحب الأيادي البيضاء والرجل ذي الكاريزما الفارض لشخصيته وتأثيره، وصاحب الحزم الإداري والثقافة الاحترافية والفكر!..

 

أكثر من ثلاثين عامًا كانت ولا تزال "ودية"، المرجو منها أبعد بكثير من مجرد كرة قدم من أهداف إنسانية أبعد لأجل الشباب العربي! رغم ضعف المادة والخلاف العربي الكروي الذي هو نموذج للخلاف الأكبر العربي ـ العربي بالسياسة وغيرها!..

 

من سلبياتها تضارب مواعيدها مع البطولات/ الاستحقاقات للفرق/ المنتخبات المشاركة، الناجح منها هو من كان يملك مهارة توزيع الجهد ما بين فريق أول وثانٍ؛ حتى لا يحدُث ضغط/تضارب/إجهاد، وهنا أشيد بخطوة الهلال المشارك بالأولمبي، وهو بهذا يضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، رأينا ما قدمه صغاره من مستوى وأداء أمام فريق ذي ثقل ببلاده ومنافسات القارة "المريخ السوداني"، رغم فارق الخبرة والبنية الجسمانية والتاريخ، عكس مشاركة النصر "العشوائية"، التي شارك باسمه فيها أكثر من أي شيء!..

 

أكثر من علامة استفهام على مشاركة النصر بهذه النسخة، والتي أرى فيها "مجاملة" ومجرد دعم "لوجستي" من الاتحاد العربي على الأكثر؛ لعدم تأهله لأي بطولة خارجية في ظل مشاركة الهلال والأهلي بالآسيوية!..

 

فهل عدم تأهل النصر لأي بطولة خارجية مبرر منطقي لوضعه ببطولة غير مستعد لها، ولو كانت "حبية" لجلب المزيد من العار "الكروي" لكرتنا السعودية، وإضحاك الآخرين علينا؟! بدليل التعادل مع العهد اللبناني والخسارة "الفضيحة" أمام الفتح المغربي!! أسألكم بالله ما إنجازات هذين الفريقين عربيًّا/قاريًّا بشكل يجعلها عصية على النصر؟!..

 

أم أنها مجرد محاولة بائسة لوضع الأقدام "العاجزة" خارجيًّا للمشاركة، وإيهام جمهورها بأنهم متواجدون بالمنافسات الدولية، ومحاولة الحصول على لقب خارجي ولو كان ميتًا "إكلينيكيًّا"، وتسجيله كمنجز رسمي لتغطية فشل ما بنيل البطولات المحلية والعجز عن الوصول لسدة البطولات الخارجية الرسمية الحقيقية المعترف بها!..

 

ارحمونا.. قلناها مرارًا.. "الفاشل" محليًّا لا يشارك في مواسم الفشل ببطولة خارجية؛ لأن مردود النكسة المحلية سيتكرر خارجيًّا، والمتضرر من ذلك الكرة السعودية التي سيعود باسمها الناتج! الفريق الذي يشعر بأنه لن يضيف "إيجابيًّا" لتاريخ مشاركات كرة بلاده لا يشارك و"يفرج" الآخرين علينا، والأفضل أن يبقى متفرجًا فقط!..

 

بطولة كهذه نحن "زعماؤها" وأكثر الفرق فوزًا/تفوقًا بها، "عيب" نظهر بها بهذا الشكل، سجل حافل بالإنجازات لأندية الاتفاق والهلال والشباب والأهلي والاتحاد يضع على باقي الفرق حملاً ومسؤولية إكمال ذلك العقد الفريد من الإنجازات!..

 

إكلينيكيًّا و"منطقيًّا".. النصر خارج الحسبة العربية، وتتبقى له موقعة أخيرة أمام الزمالك المصري، مطالب فيها بمسح الصورة السيئة التي ظهر بها في هذه البطولة، والظهور بمظهر أكثر احترامًا لكرة بلاده؛ لأنه يمثل الوطن ويمثلنا جميعًا، ويهمنا أمر عودته أقوى مما كان عليه سنوات التوهج خليجيًّا وآسيويًّا وحتى محليًّا. وفي النهاية.. "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"!..