|


د. سعود المصيبيح
غافل الهم
2008-11-11
من أجمل ما غنى فنان العرب أغنية غافل الهم من كلمات الشاعر المتميز أسير الشوق، وهي قصة من المعاناة والإبداع الإنساني الرائع، ويبدأها بمفاجأة الغفلة للقلب والنزول بالهم بعد استدارة الزمان بحيث أصبح الحبيب والشوق في جهة الضد.
غافل الهم قلبي والزمان استدار
وشوقي اللي هويته أصبح اليوم ضدي
طال ليلي ألا وينه أبيه النهار
ضاعت خطاي حتى الدرب عيا يودي
ولم استمع لهذه الأغنية إلا بصوت محمد عبده والعود ضمن تسجيلاته المميزة على عودي، فكان الأداء فريدا ومميزا لا يماثله أغنية أخرى، وهذا أمر سيدركه من مر في موقف أسير الشوق وفي نفس الوقت من عشاق العود فقط بعيدا عن تداخلات الآلات الموسيقية الأخرى. وفي أبيات أخرى يتمنى أن يرى حبيبه في المنام ولكن كيف له ذلك والنوم من المعاناة قد جفاه ولم يعد يعرف له طعما.
يا الغضي كيف أشوف الحلم والنوم طار
والحقيقة تعل الحيل غصب وتهدي
كل حزن تلملم من يمين ويسار
واجتمع في خفوق باح سده وسدي
وهنا الأحزان أصبحت تحيط بالإنسان من جميع الجهات، وهذه أصعب حالات الحب حينما يصبح الحبيب في الجهة الضد وبعد ذلك ينعكس هذا الأمر على بنيته الجسدية وهمومه النفسية وتعبه الذي أرداه للهزيمة والشقاء ورداءة الحظ حيث يقول:
ناظر الحال والعود الخضر كيف سار
الشقى محتويني والتعب مستبدي
خالف الحظ عمري واستثار الغبار
والبيارق تهاوت والهزيمة بيدي
جمال في تصوير عمق النفس البشرية ورومانسيته وإحساسه الجميل، حيث الدموع فوق الخد وتعاسة الانتظار. ويختم أسير الشوق بكلام يغني عن أي تعليق حيث يقول:
يا الغضي طحت كلي في دهاليز نار
واستحالت دموعي جمرة فوق خدي
آه واشقوة اللي عايش في انتظار
من كثير النعاسة وما درى وش بيدي