|


د. سعود المصيبيح
حاربوا هذا السلوك
2008-12-11
لا أعلم ما هو المستند الذي على ضوئه تم إقرار عقوبة البصق ـ أعزكم الله ـ بحيث تكون توقيف أربع مباريات إذا كان البصق غير مواجهاً للطرف الآخر و8 مباريات إذا كان البصق مواجها للخصم.. وأية عقوبة عجيبة وبسيطة لسلوك مشين ومقزز مثل هذا السلوك السيء المقيت، ولا أعلم هل هذه العقوبة مستقاة من عقوبات الاتحاد الدولي لتكون عقوبة دولية مقننة وضعت بعد دراسة ونقاش وبحث، أم أنها عقوبة محلية أعدت في الداخل، وفي كلا الحالتين فإن هذا السلوك المشين يجب القضاء عليه لأنه يمثل أعلى درجات التحقير والإهانة للطرف الآخر، وعندي أن العقوبة أقل بكثير من الفعل الذي قام به الفاعل، فالإيقاف لعدة مباريات يتضرر منه فريق اللاعب، وبالذات عندما يكون محترفا ويلعب في مركز مهم، وهي فرصة للاعب لأخذ قسط من الراحة من عناء المعسكرات والمباريات، لذا فإنني اقترح الحسم من مرتب اللاعب (وهي التي لا تدفع بانتظام للاعبين) أو إيقافه لمدة تصل إلى العام، بمعنى أن يطال العقاب اللاعب نفسه أكثر من ناديه، كما يطلب منه الاعتذار علنا للاعب "المهان" وأن يتبرأ من هذا السلوك ويتعهد بعدم تكراره. وعندي أن البصق إهانة قد يكون رد الفعل خارج نطاق الرياضة كبيرا وقويا، قد يؤدي إلى مشكلات لا تحمد عقباها، ولن يحل هذا السلوك إلا بالحزم والشدة تجاهه، خصوصا أن الذي يحدث بعيدا عن أعين الحكام أكثر بكثير مما يتم اكتشافه، حيث يستخدم هذا السلوك البذيء لاستفزاز اللاعب المقابل والتلاعب بأعصابه وهز معنوياته والتأثير على مستواه، ومثل ذلك السب والشتم واللعن الذي يحدث بين اللاعبين سيء الأخلاق دون أن تعلم عنه الجماهير، وأرى أن تدرس لجنة مختصة عقوبة هذا السلوك، وتعمل على تغليظ عقوبته حتى لا يتكرر حدوثه.
إن بدور مثل هذا السلوك من نجم رياضي يمثل قدوة للناشئة مدعاة للتشجيع عليه وقبوله، والحزم في رفضه والتعامل معه بجدية وشدة سيجعل منه سلوكا منبوذا مشينا لا يفعله إلا اللاعبون الذين يفتقدون إلى أبجديات الأخلاق والقيم الرياضية النبيلة.