نواصل في هذا المقال ما ذكرناه عن رواية الموت، حيث عندما يتمعن القارئ لهذه الرواية والأحداث التي مرت بها يرى التقارب الكبير في الفكر والإستراتيجية في الاعتماد على الشباب، وتكوين فرق من الانتحاريين الذين لا يهابون الموت، ويستهدفون الأعمار ما بين 15 - 25 سنة، ويكون الهدف هو الجنة، والحور العين حتى ترى المنتحر يقدم على الموت دون تردد.. ويقتل الأبرياء، ويفجّر المدنيين حتى لو كان فيهم نساء وأطفال، ويكفّر والديه، ويخرج عن طاعة ولي الأمر، وكان يسعى للخراب والإرهاب والدمار من أجل فكرة الانتحار والحور العين التي يزرعها زعماؤهم، وهؤلاء الزعماء لا يذهبون، ولا ينتحرون، ولا يحرصون على الجنة بل إن في بعض أدبيات جماعات التكفير والتفجير لا يرون بأسا من استخدام الشباب لحبوب الكبتاجون المنشطة، حيث تجعله أكثر جرأة وحماسا للقتل والإقدام والإجرام، ولهذا فالعلاقة قائمة بين الإرهاب والمخدرات، سواء بنظرية التطهير عندما يدخل السجن مدمن سابق، ويلجأ للدين فيجدون فيه فرصة لهم لجهله وحماسه في تطويعه لخدمة الأغراض التكفيرية والتفجيرية في أن الانتحار هو الحل للتطهير من الذنوب السابقة، والفوز بالحور العين ممّا يجعل بعض هؤلاء يدخلون في حالة هيجان جنسي، وهو مقدم على الموت خصوصا وأنه يزف عبر أناشيد زفة الشهيد التي يتم تصويرها في أشرطة مثل ذهابهم للانتحار، وإزهاق الأنفس، والعمران والحياة.. (انظر كذلك كتاب المذاهب الإسلامية لعبدالرحمن بدوي عن هذه الفرقة). هذه الرواية جديرة بالقراءة ليعي الآباء والمربون والدعاة والعلماء الطيبون كيف يتم تحوير الهدف الديني النبيل لخدمة الغرض السياسي، وتحويل الشباب إلى قنابل مفخخة في غفلة مازالت مستمرة من المجتمعات الإسلامية جمعاء.. أسوق ذلك ولعلنا نقترب من روائع ما تعرض له أسد الوطن من محاولة اغتيال، حيث استقطاب الشباب وإغوائهم وهنا علينا مسؤولية كبيرة في المحافظة عليهم سواء في المدرسة أو المسجد أو الإعلام.