أعجبني كثيراً كلام الشيخ أحمد الغامدي مديرعام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكة المكرمة حول موضوع الاختلاط حيث أسهب بشكل مفصل ومقنع وشرعي في أدلة الاختلاط ومشروعيته والذي نشره على حلقتين في عكاظ وهو نفس توجه عدد من أعضاء هيئة كبار العلماء كالشيخ د. محمد العيسى وزير العدل و د. يعقوب أبا حسين وقضاة وعلماء من جميع أنحاء العالم الإسلامي وهو الصحيح إن شاء الله الذي كان عليه منهج الرسول صلى الله عليه وسلم وهو ما كنا عليه ونحن أطفال حيث التواصل والمخالطة والجلوس مع القريبات بعيداً عن الشبه وسوء الظن وإحياء الأفكار الشريرة داخل الإنسان وكأنه قطعة من الرذيلة والإفساد وهنا أحترم آراء العلماء الآخرين ومن أختار له أقوالا معينة وهذا هو منهج الإسلام إذ تبقى المسائل الخلافية خلافية ... وقبل أيام كنت أقرأ القرآن الكريم وتوقفت عند الآية الكريمة ( يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ) وتوقفت عند هذا التوجيه الرباني العميق .. فهو أمر من الله عز وجل للناس بشكل عام وخص الذكر والأنثى ووجه بأن الهدف من الحياة هو التعارف والتلاقي والتواصل والتعاون بغض النظر عن طبيعة البشر من شعوب أو قبائل ... أما المعيار بينهم في الكرامة عند الله فهو التقوى ... لذا أدعوا المتأملين من الباحثين والمفسرين للنظر بعمق لهذا التوجيه الذي لم يقل الذكر فقط مع الذكر ولم يقل الأنثى مع الأنثى وإنما جمع الذكر والأنثى وجعلهم أساس التوجيه والتكليف وحثهم على التعارف والتواصل وهذا يشمل التعايش في مختلف جوانب الحياة المفيدة للبشرية .