|


د. سعود المصيبيح
الغبي والمتغابي
2010-04-20
ليس الغبي بسيد في قومه
لكن سيد قومه المتغابي
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
وأخو الجهالة في الجهالة ينعمُ
هذان بيتان من الشعر قيلا حول من يخلص ويجتهد ولكن وجد أنه كمن ينفخ في قربة مخرومة ورأى الذي يشق طريقه في عالم المكانة الاجتماعية والمال هو المراوغ المتغابي الذي يرى الأخطاء والقصور ولكنه يغض النظر عنها ويتجاهل وجودها وتكون مصلحته مقدمة على المصلحة العامة ولهذا يصبح سيدا في قومه! وتحاورت مع صديق كانت لديه هموم وحرص وطيبة ونبل فما أن يلاحظ خطأ أو قصورا إلا ويبادر بإيصاله للجهة المعنية ويحاول أن يخلص وينصح في توجهاته وبعد فترة بدأ يتعب وأرهق صحياً ونشط أصحاب المصالح ضده يتعقبون أقواله ومصالحه وأفعاله لإيقافه عند همته وعزيمته فاستسلم بهدوء وأصبح يردد هذه الأبيات ويعطل عقله عندما يرى القصور والخطأ وتجاهل وجود ذلك فهدأ على حد قوله ووجد أن أصحاب المصالح والنفوذ أقوى من رغباته للإصلاح والتطوير وقال بأن عقلي ومعلوماتي وحبي للقراءة والاطلاع أصبحت شقاء علي وأصبحت محل الملاحظة والمتابعة حتى على المستوى الشخصي.. قلت يا صديقي.. تحتاج إلى طبيب نفسي لأن الوهم إذا سيطر على الإنسان قضى عليه وعليك بالابتعاد عن هذه الهواجيس واسعد بعقلك وفكرك والمخلصين في محيطنا العربي كثر وما دام نيتك صادقة فهناك من يقدر لك ذلك.