|


د. سعود المصيبيح
رأس المال الاجتماعي
2010-09-02
يطرح أحمد حسن فتيحي في عدد من الصحف بعض الرؤى والقصص والفلسفات الاجتماعية على شكل رؤية تنشر في صفحة أو صفحتين، يحاول فيها زرع قيم وأخلاقيات معينة بين أفراد المجتمع.
وكان آخر ما لفت نظري ما نشره بعنوان (رأس المال الاجتماعي) الذي يعرفه بأنه القيم والمثل والمبادئ والأخلاق والإبداعات والمهارات التي يملكها المجتمع.
ثم يذكر أقوال ومواقف للرسول صلى الله عليه وسلم للدلالة على ذلك، ومن ذلك الحث على عدم الإطالة بالصلاة رحمة بالمصلين ومن ذلك سماع بكاء الصبي.
ثم يذكر ماله علاقة بأهمية بر الوالدين وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم للرجل الذي جاء يشتهي الجهاد ولايقدر عليه، فيسأله الرسول هل بقي من والديك أحد فيقول الرجل نعم فيجيبه الرسول (قابل الله في برهما فإذا فعلت فأنت حاج ومعتمر ومجاهد).
ويذكر كذلك من رأس المال الاجتماعي أهمية فعل المعروف وصنائعه، لأن كل صنيعة مهما كانت يسيرة تدفع عن صاحبها وبالاً كبيراً، وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (صنائع المعروف تقي مصارع السوء)
ثم يذكر أمراً مهماً حول التسامح في البيع والشراء وقول الرسول لرجل مثل ذلك: أنا أحق بذلك منك حيث الرحمة بالمدين فيصبر عليه ولايتعجله بالوفاء.
ويذكر أحمد في استعراضه لمفهوم رأس المال الاجتماعي بأن الرسول صلى الله عليه وسلم يركز على الرحمة تركيزاً شديداً كلما اشتدت الحاجة إليها، وهنا الحث إلى الرحمة البالغة لمقام أولئك المساكين الذين تسوقهم ضرورات العيش إلى الدّين ثم تعجزهم ضحالة الدخل عن السداد فيعانون من أجل الديون هم الليل وذل النهار. ويذكر أقوالاً للرسول صلى الله عليه وسلم (من يسر على معسر في الدنيا يسر الله عليه في الدنيا والآخرة)، و(الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه)، من أنظر معسراً أو وضع له (أي تنازل) عن جزء من الدين أظله الله يوم القيامة تحت ظل عرشه.
وأرى أنها رؤية تحقق التكافل الاجتماعي وتسهم في توعية المجتمع بهذه الأخلاق الإسلامية الرائعة.