حينما أكتب في مجالات إدارية وأطلب الجدية والأداء والانضباط والإخلاص في العمل وتقديم كل ما يمكن تقديمه للعمل تأتيني رسائل تحمل الكثير من الإحباط والألم حيث يشتكي البعض من الموظفين بعدم التقدير من رؤسائهم رغم ما يبذلونه من جهد وصبر وإخلاص من إبداء المقترحات والآراء لتطوير العمل إلا أن ذلك لا يقدر بل يكون أحياناً العكس بالتجاهل والتهميش وعدم تقدير العمل وفي كل الأحوال أجد تقاربا في نمط الشخصية لدى مثل هؤلاء فهم فعلاً صادقون ومخلصون وعمليون ومنضبطون لكن حساسيتهم زائدة ويكون رد فعلهم مع رؤسائهم انفعاليا بحيث يكونون في وضع سهل للاستفزاز بينما الجانب الآخر من الموظفين لديهم القدرة للتعامل مع الرئيس بشكل يكسوه الأسلوب والملاطفة والمجاملة المغلقة بالنفاق والمديح الزائف وإظهار النفس بأنه من يعمل ويجتهد، بينما الواقع غير ذلك بحيث لا يهمه الجمهور والمراجعون وخدمتهم ورضاء الله وإعطاء صورة حسنه للعمل بقدر ما يهمهم الرئيس والتقرب منه ومديحه وإكثار الابتسامة في وجهه ولذا عند الترقيات لا يكون لهم نصيب... وكثيراً ما أوضح لهم أن ما يقولونه يعكس وجهة نظرهم والرؤساء أكثر إدراكا وأوسع نظرة لمصلحة العمل فقد تكون مخلصاً مجتهداً لكن النتيجة ليست بالصورة المطلوبة ثم عليك التركيز على عملك وثق بأن الله لا يضيع عمل من أحسن عملاً وسيأتيك التقدير الذي تستحق... المهم لا تنظر لغيرك وما حصل عليه انظر لنفسك وضع راسك في أوراقك وتحسين أدائك.