أحياناً تفاجئنا أمور في هذه الحياة تعيد صياغة نظرتنا لبعض الأمور ومن ذلك ما قرأته وعرفته مؤخراً أن الصقر هذا الطائر العظيم الذي يضرب به المثل في القوة والجسارة والحدة هو أنثى يطير بشموخ وعظمة لإطعام نفسه وصغاره وزوجه الذكر ... وهو عند عشاق القنص مقدر كطائر له اعتباره ومكانته بل إن أسماءه عادة أسماء مذكرة قوية بينما في الواقع هو أنثى الغالب عليها أن تكون المغلوبة في معظم الأحوال المعيشية والغريزية ... ويقع في نفس المجال اللبؤة أنثى الأسد التي تطارد الفريسة وتحضر العشاء لزوجها وأطفالها ويتفرغ الأسد لواجبه الزوجي فقط ونفس الحال لأنثى الفهد والنعامة التي تضع البيض وتكون مهمة الزوج الذي يسمى الظِلم بالرجن على البيض وتذهب الأنثى لإحضار الطعام ... وهي نظرة تقلب الموازيين حتى في واقعنا الإنساني حيث هناك من النساء من هي أقوى شخصية وحضورا ومكانة من ذكرها وهي التي تصرف على البيت وتدير أعماله ولها تواجدها في تربية أطفالها وترتيب منزلها والإنفاق عليه ويبقى الذكر على هامش الحياة لفشله في عمله وبقائه بدون عمل متبلد الحس معتمد على هذه الإنسانة الصقرة وهي جادة محتسبة مواصلة عملها وكسب لقمة العيش ... ولذا لابد أن تفخر الأنثى وأن يطلق على الصقر صقرة - بهاء التأنيث.