|


د. سعود المصيبيح
إياد مدني
2010-12-21
وصلني إهداء من وزير الإعلام والثقافة السابق إياد مدني وهو عبارة عن مؤلفه الجديد (سن زرافة) وهو كتاب فلسلفي فكري عميق يستفز القارئ للتفكير والحوار مع الذات.. وهو مجموعة مقالات ودراسات سابقه للمؤلف تناقش الشأن الفكري والاجتماعي والسياسي وتحولات المجتمع.. وكنت أتمنى أنه بعد هذه المقالات أن قدم لنا رؤية حديثة معاصرة فيما قاله خصوصاً وأن هذه المقالات كتبت على مدى سنوات من تاريخ بلادنا وتاريخ المؤلف.. ومحطاته الحياتية.. وعرفت إياد عندما كان مديراًً عاماً لمؤسسة (عكاظ) للصحافة وكنت حينها معاراً لها فتعرفت على العقلية الإدارية والخبرة وقوة الشخصية والتواضع واتساع العلاقات وبعد النظر وكان دوره القيادي سبباً كبيرا فيما وصلت إليه المؤسسة من نجاح وازدهار، ثم في مجلس الشورى، ثم وزيراً للحج الذي مازالت بصماته واضحة في نظام العمرة وأفكار إستراتيجية واقتصاديه مميزة، ثم جاء لوزارة الثقافة والإعلام وترك بصمته وتميز عمله من خلال النجاح الذي حققه معرض الكتاب الدولي وفتح مجالات الحوار في وسائل الإعلام وبث الحياة والروح في الأندية الأدبية وجمعية الثقافة والفنون وتطوير إيصال الصوت الثقافي السعودي عبر وكالة الشئون الثقافية للعلاقات الدولية وتطوير الإعلام الخارجي بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني، ولاشك أن أي إعلامي منصف لابد أن يعتبر فترة إياد مدني من الفترات المميزة في تاريخ الثقافة والإعلام، وجميل أن يترك إياد عمله وهو في هذه المرحلة الفكرية ليعيد توهجه وعلاقاته وأطروحاته الفكرية بعيداً عن المنصب الرسمي، ويقول أحد الزملاء إن وهج العلاقات والحضور الذي كان عليه إياد قبل منصب الوزارة ضره كثيراً فلم يستطع التواصل بعد توليه المنصب نظراً لمتطلبات العمل وكثافته، فعده المثقفون نكراناً أو جحوداً أو تعالياً خصوصاً مع صعوبة مواعيده وتواجده، كما أن حضوره وقت نشاط التطرف في ساحة الإنترنت أسهمت في تشويه الصورة ولكن يبقى إياد مدني ذلك المثقف العميق الوطني الذي له محبوه وله غير ذلك.. وأرى أن (سن زرافة) بحاجة إلى تحديث الرؤية بحيث يعيد إياد طرحه من واقع الثقافة المجتمعية التي نعيشها وبعد تجربته الطويلة في العمل الحكومي، عضواً لمجلس الشورى ثم وزيراً للحج ثم وزيراً للثقافة والإعلام وقبلها في القطاع الخاص فنحن حالياً نعيش عصر الشباب والإنترنت والبلاك بيري و83% من المجتمع أقل من 39 سنة، وبالتالي فتحديث هذا الإصدار أو إصدار كتاب جديد عن تجربة إياد مدني موجه للشباب قد يكون مفيداً جداً لمجتمع الشباب، كما نتمنى عودته لأجوائه الاجتماعية ونشاطه الفكري ممثلاً بجائزة أمين مدني وبعض الأمسيات الفكرية والثقافية التي كان يقيمها في منزله في جدة وهو الآن أقل ارتباطاً بالعمل اليومي وأكثر خبرة لإعطاء تجربته ومشاركتها مع الجميع ونحمد الله أن وزارة الثقافة والإعلام تعيش عصراً ذهبياً بالوزير الحالي د. عبدالعزيز خوجة الذي قفز بها في فترة زمنية قصيرة إلى مواقع متقدمة من الإنجاز والعطاء.