استنكر خادم الحرمين الشريفين ونائبه الحادث الإجرامي الذي تعرضت له كنيسة الإسكندرية، كما استنكر مفتي عام السعودية ووزير الشؤون الإسلامية هذه الجريمة النكراء.. ولا أعلم ما هي المنطلقات التي انطلق منها هؤلاء المجرمون لقتل الأبرياء المتعبدين في أيام عيد المسيحيين، حيث حرص الإسلام على احترام الأديان السماوية واحترام البشر بشكل عام، وتعامل الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع أهل الكتاب تعاملاً راقياً، وحذر من معاداة أهل الذمة أو الإساءة إليهم، فالإسلام دين السلام والمحبة والدعوة بالتي هي أحسن وطالبنا بالعدل معهم والإقساط إليهم، وبالتالي فهذه العداوة والجريمة ضد المدنيين الأبرياء خطيرة بتوجهاتها وأهدافها السيئة، وهي من أعمال جماعة التكفير والتفجير المخترقة من المنظمات الصهيونية والاستخباراتية المعادية لخلق فتنة في الدول العربية والإسلامية، وجاءت محاولات كثيرة في الإرهاب داخل السعودية للتعرض للأجانب والاعتداء عليهم في مساكنهم ومعيشتهم وهم في عقود مع الدولة المسلمة، ولكنه الجهل والتعصب والتطرف والتشدد الذي جعل هؤلاء يشطون عن الإسلام وتعاليمه السمحة، ويتخذون القتل والتدمير والتفجير وسيلة لفرض آرائهم وتطبيق معتقداتهم، وبحمد الله وقف الأمن السعودي البطل ضدهم بقوة وحزم وجسارة.. وزرت مصر وكنت أرى التسامح والتآلف بين المسلمين والمسيحيين، وكنا نشارك في مؤتمرات وندوات يكون فيها المفكر والأكاديمي القبطي ولا تشعر بأي اختلاف، ولدينا في السعودية أقباط مصريين يعملون في مختلف الأنشطة الطبية والهندسية والإدارية ويجدون التقدير والاحترام، وفي المجال الفني والإعلامي والرياضي أسماء شهيرة لم نعرف بانتمائهم الديني إلا مؤخراً لعدم اتجاه الناس للسؤال في هذا الأمر، ولهذا فالحزم واجب مع الفكر المتطرف الذي ينتشر في الإنترنت وعبر المدارس بواسطة مدرسين جهلة يزرعون الكراهية لدى النشء، وها نحن نتابع الكرة الأوروبية والبرازيلية وغيرها ونستمتع بأداء النجوم ونستقدم حكاماً من تلك الدول ولم نشعر مطلقاً بشعور العداء حسب الدين لأن تعاليم الإسلام تحترم الأديان السماوية وتطلب التعايش والدعوة لدين الله بالحكمة والموعظة الحسنة، والمؤسف أن هذا الحادث جاء بعد سنوات من تقلص الإرهاب في مصر بسبب الحزم والشدة من الأمن المصري وتنفيذ أحكام قصاص عادلة من القضاء المصري أدت إلى تحجيم ظاهرة الإرهاب وتقليص الاستقطاب وأعتقد أن الحادث جاء من الخارج ويرفضه المصريون كما يرفضه الإسلام بشكل عام.
