البعض قد ينظر إلى القيم السلوكية والأخلاق المرتبطة بالمجتمع على أنها أمر عادي لا يستحق الكثير من الحديث وبالذات مع تكالب البعض على الدنيا وطغيان اللهاث المادي بحيث تكون العلاقة ومتابعتها وتنميتها مربوطة بالمصلحة التي يجنيها الإنسان حتى لو كان هذا الشخص قريبا ويرتبط بعلاقة رحم... وقد اهتم الدين الإسلامي كثيراً بصلة الرحم وحث عليها لأهميتها في التواصل الإنساني وترابطه حيث قال الله تعالى (يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل) وقال جل وعلا( والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله)، وهناك آية قرآنيه نسمعها في نهاية خطبة الجمعة يرددها الخطيب وهي (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى)، حيث ربط بين العدل والإحسان والتواصل مع الأقارب أما الأحاديث فهي كثيرة وتحمل الوعيد مثل قول الرسول صلى الله عليه وسلم (لا يدخل الجنة قاطع رحم) مع ربط صلة الرحم بدخول الجنة ورضا الله جل وعلا... وللأسف تهاون البعض بهذه المنقبة الأخلاقية الهامة فأصبحت القطيعة هي السائدة وزادت الخلافات والمشاكل التي قد تعود للكبر وقلة الإنفاق عليهم وهذا بخل وشح رغم أن البعض لديه مئات الملايين أو نتيجة لخلافات أسرية من مشاكل في التجارة أو الإرث وغير ذلك فتتراكم ويستمر الخلاف والشقاق دون حل... وبحمد الله اهتمت بعض الأسر بالترابط واللقاء الشهري المستمر الذي يزيد الترابط بين أفراد العائلة الكبيرة والبعض وضع جائزة للتميز والتفوق بين أفراد العائلة وهناك أيضاً صندوق خيري للتكاتف والضمان الاجتماعي الإنساني... فلعلنا نصفح ونتسامح ونغض الطرف عن اللوم والعتاب ونفتح صفحة جديدة في الترابط والتآخي والمحبة وأن نصل أرحامنا وأن نتواصل مع أقاربنا وأن نحسن إليهم قدر الإمكان فهذا فيه خير كبير ويعود بالراحة النفسية والارتياح الاجتماعي.