|


د. سعود المصيبيح
الاتصالات
2011-02-17
في غمرة مكالمة هاتفية مهمة تجريها وفيها الكثير من النقاط المهمة وربما تترتب عليها أمور كثيرة، تجد أن الاتصال انقطع فجأة ولايوجد أي تواصل مع الطرف الآخر وربما أنت تتحدث في الهواء ولا أحد يسمع لك، وربما أن الطرف الآخر أيضاً يواصل حديثه ويعتقد أنك تستمع إليه.. بينما الواقع أنك لاتستمع إليه.. وللأسف كانت هذه الانقطاعات تتم في الأسبوع مرة أو مرتين وفي مناطق محددة من المدينة، أما الآن فإن انقطاعات الاتصالات الهاتفية أصبحت عملية متكررة وبشكل يومي وفي مختلف أنحاء المدن، وهذا للأسف بسبب السوء الإداري الذي تعيشه بعض شركات الاتصالات وتركيزها على الأرباح السريعة والأفكار المتسرعة والإعلانات الخادعة بهدف التحايل على العميل وكسب أكبر قدر ممكن من الأموال، فهذه خدمة معينة يقال عنها إنها بسعر خيالي، وما أن تدفع وتبدأ الخدمة إلا وتبدأ الانقطاعات وسوء الأداء، وإذا اتصلت على قسم الخدمات أو الأعطال أو الشكاوى لن تسمع مجيباً وستجد اللامبالاة والإهمال.
قبل أيام استمعت إلى حديث بين عميل وموظف في إحدى شركات الاتصالات، وكان العميل قد سجل المكالمة لأن المكالمة أساساً مسجلة ضمن خدمة الشركة ثم وزع المواطن الحديث الذي دار بواسطة الإعلام الجديد وهو الإنترنت.. وفيه يدور الحديث حول خداع هذه الشركة للعميل في اشتراك بخدمة معينة على أنها مجاناً..ولكن بعد فترة زمنية من الاستخدام يكتشف أن المبالغ تتراكم عليه لأن سعر المكالمة لشركات اتصالات أخرى ليس مجاناً.. مما كبده خسائر فادحة والقائمة تطول في مثل هذه الأمور.. وهنا أعود إلى أول المقال وأقول بأن على هذه الشركات مراجعة خدماتها وتقويم أدائها وتتبع شبكاتها وملاحظة الانتشار العمراني في المدن ووجود عمارات كثيرة جديدة، مما يتطلب من الإدارة الفنية زيادة القدرة الفنية لضمان جودة الخدمة، وحتى لا يشعر المتصل بأنه في بلد متواضع الإمكانيات مثل بعض البلدان الفقيرة التي كنا نزورها وكنا نلاحظ سوء الخدمة وبطئها وتقطعها لنجد الحال الآن متغيراً، فقد تحسنت خدماتها وشبكاتها في حين ضعفت شركات اتصالاتنا وأصبح انقطاع المكالمة أمراً اعتيادياً يحرجك أمام الطرف الآخر الذي قد يعتقد أنك سبب الاتصال أو انقطاع مكالمة مهمة.. وطبعاً دون تعويض قانوني لهذه الانقطاعات المتكررة بينما الفاتورة تصل أحياناً مضاعفة وبها أخطاء كثيرة كما تكرر مؤخراً. شيء محزن واقع شركات الاتصالات لدينا رغم الأرباح الهائلة لها التي تصب في ملكية محدودة، فإحدى الشركات تملك ما مجموعه 80% من استثماراتها مجموعة تعد على الأصابع من الناس و20% هو ما تم طرحة لبقية المواطنين المساهمين.