قال الله سبحانه وتعالى (من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها) سورة النساء صفحة 85، وفي حديث للرسول صلى الله عليه وسلم رواه البخاري قال ( أشفعوا تؤجروا) وفي تفسير الآية- قال ابن عباس رضي الله عنهما: الشفاعة الحسنة هي الإصلاح بين الناس, والشفاعة السيئة هي المشي بالنميمة بين الناس. وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جاءه رجل يسأل أو طلب حاجة أقبل علينا بوجهه فقال: أشفعوا لتؤجروا ليقضي الله على لسان نبيه ماشاء" وموضوع الشفاعة ينتشر عندنا ويتداخل مع موضوع الواسطة.. أما الشفاعة فهي تقبل اتصالات الناس واحتياجاتهم للشفاعة للإصلاح بين الناس أو لإيصال صوت قد لايتمكن صاحبه لإيصال القرار، وتكثر الشفاعات عند التوظيف أو عند القبول للجامعات فيتداخل هذا الأمر مع مبادئ أحياناً كالجدارة والعدالة في تدخل شخصيات لها وجاهتها وسمعتها الطيبة في المجتمع للشفاعة عند هذا المسئول أو ذاك فتؤخذ شفاعته التي قد تكون في محلها في حق إنسان بسيط أو محدود التواصل أو أسرة لا راعي لها ولا معارف فتكون الشفاعة في محلها لإنهاء إيصال رسالة حق يستحقها صاحبها، لكن الخطورة هي عند تداخل الشفاعة لتحجب حقاً مستحقاً وتكون الجهة مجاملة لهذا الوجيه لشخص أيضاً قد لايستحق أو تنطبق عليه الشروط وهذا ضياع لمبدأ الجدارة والتميز والعدالة ... وبحكم أن الرسول صلى الله عليه وسلم ربط الشفاعة في الأجر، فإن الأمر له إيجابية كبيرة في الحث على المشي في حاجات الناس ومساعدتهم والشفاعة لهم لكن لاتصل إلى الدرجة التي وصلت في بعض الدول العربية حيث أسيء فهمها وأصبح البعض يعتمد عليها في الحصول على أمور ليست نظامية أو حدثت نتيجة قصور فيه، فهو مثلاً طالب مهمل ولم يحقق النتيجة المطلوبة في امتحان القدرات أو الثانوية العامة لكن يصر على أخذ حق ليس من حقه، ومثل ذلك في التقدم لوظيفة ما. ولاشك أن هناك مجتمعات لاتجد مثل هذه الخطابات التي تصدر للشفاعة لفلان أو علان، ذلك لأن الأمور عندهم تعتمد على الكفاءة والدقة والعدالة، ولكن يبقى للواسطة بعض الإيجابيات نتيجة خصوصية بعض المجتمعات العربية.