نوعية جديدة من مسميات الصفحات الإعلانية بدأت تتسابق إليها بعض الجهات وبعض المسؤولين المهووسين بالإعلام، عن طريق شراء صفحات في الصحف ونشر إعلانات بعنوان تغطية ومتابعة، بعد أن تعذر أن تفرض المادة التحريرية نفسها لتكون مادة صحفية مستقلة من عمل محرري الجريدة نفسها، وعند العودة إلى تاريخ الإعلانات الصحفية، كانت الإعلانات تركز على إعلانات التهاني أو إعلانات التعازي التي تمثل دخلاً جيداً للصحف، ولكن بعد رؤية الصحف تسابق البعض على بث الأخبار والأنشطة وإقامة المؤتمرات والملتقيات والندوات التي ترعاها الشركات المنظمة لبعض المشاريع، فتنال المليارات من المشاريع لتدفع الملايين على شكل رعاية لتغطية تكلفة الطعام والسكن والتنقلات وأمور الإعلام والمعارض وأجور العاملين والمنظمين ومكافآتهم، ومبالغ الهدايا والدروع، والتقنية الفنية المستأجرة لترتيب وتنظيم الملتقيات، وذلك لتجاوز الأنظمة المالية المعمول بها، بحيث يتم اتخاذ أسلوب التلميع الإعلامي الصحفي لتجاوز الأسلوب التحريري الإعلامي، فتقلص الصحافة ذلك لإجبار هؤلاء على شراء الصحف، لتكون تحت مظلة تغطية أو متابعة، وهذا العمل أحياناً يبعد العمل المنجزعن هدفه الرئيسي الحقيقي، وهي أهداف المؤتمر أو الملتقى أو المنتدى نفسه وليس فقط الساعة الأولى التي ترعاها شخصية مرموقة، ثم تبدأ الجلسات والمناقشات والندوات بحضور يكون عددهم أحياناً أقل من عدد المحاضرين أنفسهم. ولعلها دعوة وطنية صادقة في عهد الشفافية والحب والولاء في أن يبقي الإعلام مرآة للحقيقة دون مبالغة، وأن النجاح الحقيقي للعمل ليس في عدد الظهور في صفحات الصحف وإنما بما يلمسه المواطن من خدمة حقيقية وإنجاز فعلي يحقق أهداف وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وسموولي العهد وسمو النائب الثاني حفظهم الله.