عندما يصل فرد تافه فارغ إلى موقع مسؤولية فإنه يرى في ذلك الموقع وسيلة لتنفيس أحقاده وغيرته من الناجحين وتعويض عقد النقص التي يعاني منها وهذه كارثة لا تعود على المدى الطويل على العمل الذي يديره أو على هؤلاء الذين يتعامل معهم بخبث وسوء نية ومحاولاته للتطفيش والإساءة وإنما الكارثة تعود عليه إذ أن الزمن سيكشف خواءه وخطأ من ولاه مسئولية لا يستحقها ثم تراكم الأخطاء وقلة الإنجاز وضعف الأداء فيبعدُ شر إبعاد لأن العمل لديه تسلط وفوقيه وغرور وتعال وغطرسة وليس عطاء وعدلا وإنصافا وإخلاصا ... وللأسف فالمجتمع العربي مبتلى بمثل هذه العناصر المريضة التي تنتفخ بالكرسي وتتلذذ في أن يتعطل العمل ويسير على رغبتها لكي يرجاهم الناس أو يتصلون عليهم وهم بهذا يشعرون بأهميتهم ومكانتهم الوهمية المؤقتة المنتفخة بذات الكرسي وبالغفلة التي صدر فيها توليهم مسؤولية هم أبعد ما يكونون عنها فيضيع العمل ويكون حرص الواحد منهم على إرضاء ذاته وسماع عبارات النفاق من المستفيدين لا أقل ولا أكثر والمشكلة أن هذا النوع المراوغ الذي لا تستطيع أن تصل معه إلى حل، وإنما التسويف والمراوغة والاستفزاز سريع في بث النميمة والأنباء الفاسقة ومحاولة الالتفاف على الحقيقة وخداع الرؤساء لأنه جيد في الوصولية والخداع وضعيف في العمل والإنجاز وأكثر ما يقلقه هو من يعمل ويثابر وينتج فيحرص على وضع العراقيل وزيادة الصعوبات بعيداً عن المصلحة العامة التي لا يفهمها لأن ذاتيته وعقله الصغير تجعله معول هدم لأي شيء إيجابي ناجح يخدم المجتمع لأن آخر ما يفكر فيه هي المصالح العامة لتقوقعه في مصالحه الخاصة وإدارته التعيسة .. والمهلهل إدارياً نوعية من المدراء الذي يحيط نفسه بشلة يوجهونه ويؤثرون فيه وبالمقابل ينتفعون منه وهو طاووس فارغ متعجرف لا يعرف قيمة الناس ولا يحترمهم وحتى وإن دعاك الأمر لمهاتفته والتواصل معه لأجل حل أي إشكال معين فهو يتجاهل ذلك لإرضاء الغرور وعقدة النقص والضعف الموجود في شخصيته حتى يقول المهلهل ... أنا موجود وأنا المدير وأتلذذ بإهانة وإذلال من يملك موهبة أو عطاء لأنني فارغ من كليهما وأجد متعه في تهميش الناس وعرقلة الأعمال المخلصة التي يقومون بها.