قرأت رواية حب في جدة لمقيم أرتيري تم تهريبه من بلده إلى جدة وفيها يروي عن حياة الأقليات وطريقتهم في كسب عيشهم وهو حاليا أستاذ في جامعة في بريطانيا وفي الرواية بعض الصدق وبعض الكذب وعدم الوفاء مع وطن عاش فيه فترة من الزمن وهذا أخذني إلى ظاهرة التسول حيث أصبح الوضع مثيرا للاستغراب نظراً لكثرة المتسولين عند الإشارات وعند الأسواق التجارية وذلك بشكل مزعج وينبئ عن أمر يحتاج إلى دراسة ومتابعة ... فهؤلاء من مختلف الأعمار والجنسيات ويتحركون بشكل منظم وبطريقة تدل على أن خللاً في التنسيق والمتابعة لمكافحتهم ... وبعد قراءتي للراوية أصبحت أمعن النظر في هذا الكم الهائل من الأجانب المحدودي الثقافة والتعليم الذين ينتشرون في مدن المملكة وفي القرى والهجر بأعداد كبيرة وبعضها دخل البلاد بطرق غير شرعية وتناسل حتى أصبحوا بمئات الآلاف ولا يزال التسلل عبر البر والبحر قائما للرخاء والأمن والأمان الذي تعيشه المملكة ... ومن يذهب للبطحاء في الرياض يفاجأ بهذا الكم الهائل من الأجانب الذين يبيعون على الأرصفة كل ما يخطر على البال من خضروات وأجهزة وملابس وغيرها ومثل ذلك بعد صلوات الجمع وكذلك في أحياء مختلفة في المملكة فكيف يتجولون ويبيعون الماء وغير ذلك عند إشارات المرور وأين كفلاؤهم وأين إدارات مكافحة التسول وهل أعيانا الحزم الإداري والضبط لاجتثاث هذه الظاهرة البغيضة ونحن نرنو للعالم الأول وأصبحنا ضمن العشرين دولة الأقوى اقتصادياً في العالم ... وعندما قرأت ( نطاقات ) الذي أطلقته وزارة العمل سعدت أن من أهدافه توثيق الأعداد ومطابقة مهنة العامل لمسمى وظيفته ليسهل متابعة التحويلات الهائلة التي تتم من بعض هؤلاء المقيمين إقامة نظامية حيث يقومون بتحويلات بمئات الملايين نيابة عن المقيمين غير الشرعيين وهنا ينذر انتشار التسول بضعف المتابعة لأن من أمن العقوبة أساء الأدب ورمضان قادم وستكون الأعداد في تزايد لأنك ستلتفت يميناً وتجد متسولاً ثم شمالاً وتجد آخر ثم أمامك ثم خلفك وربما ترفع حجراً أو بلاطة رصيف أو لوحة مرورية لتجد تحتها متسولا ... وللأسف في إحصاءات أطلعت عليها اتضح أن هناك 970 ألف عامل في المملكة لا يقرؤون ولا يكتبون مع أن الأعداد الهائلة التي ترغب القدوم والعمل في المملكة يعطينا الحق للاختيار واشتراط شهادة التعليم العام ولنقل المرحلة الابتدائية وإتقان القراءة والكتابة بل ويمكن أن نشترط الإلمام المعقول باللغة العربية لإجبار هؤلاء لتعلم لغتنا ليسهل تواصلنا معهم وحتى لايذهب بعضهم للتسول.