يظل التعليم هو الأساس في تطوير أي وطن ... وبلادنا عازمة بقوة على تطوير التعليم وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين واضحة في هذا الأمر ويبقى الأمر متعلق بمهنة المعلم الذي يتولى إدارة الفصول ونقل المعرفة والسلوك فمتى ما كان متميزاً في أدائه مستلهماً لشرف المهنة ومندفعاً للعمل بإخلاص لها فإن التعليم سيخطو على يديه بشكل سليم وموفق ... ولكن للأسف لا زال هناك تباين واضح في مستوى المعلمين وكفاءتهم والتزامهم بمهنتهم ولا يزال الإقبال شديدا على مهنة التعليم نظراً للمميزات المادية الجيدة وقصر الدوام وكثرة الإجازات مما يجعل الإقبال عليها كثيرا وفجعتنا اختبارات القياس بمستوى مزعج لبعض المتقدمين على مهنة التعليم وبدأت ضغوط شديدة على اختبار القياس وضغوط للدخول على هذه المهنة من أجل الوظيفة وكسب العيش دون أن يكون متمكناً من مهارة هذه المهنة وخطورة رسالتها وللأسف انتقل الحال إلى المدارس الأهلية وبدأت الضغوط عليها لما يسمى بسعودة المعلمين دون النظر بعمق إلى أهمية هذه المهنة ورسالتها السامية ... وشهدتُ عندما كنت في وزارة التربية سعودة هذه المهنة وتعيين الآلاف على حساب كفاءات وافدة لديها خبرة ودراية ومستوى متميز في هذه المهنة وطالبت في الاجتماعات آنذاك بأن يكون التغيير تدريجياً وينبغي أن تكون هناك معايير لهذه المهنة حتى لا يدخلها ألا المتميز والمتمكن ... وأعتقد أن ما شهده التعليم مؤخراً من هبوط يلاحظه أي متابع قد يكون بسبب السعودة المستعجلة إذ التخلي عن قدرات متميزة وإحلال شباب صغار في السن بدون خبرة وتجربه ... ولهذا أرى أن التعليم لا جنسية لمن يعمل به وينبغي أن يكون التوظيف حسب المقدرة والكفاءة والتأهيل وبما أن الوزارة أعلنت عبر وزيرها الحريص على التطوير أن يكون هذا العام عام المعلم فيجب أن يكون هذا المعلم مميزاً يجتاز المعايير الدقيقة لهذه المهنة سواء كان في القطاع الحكومي أو الخاص دون ربط جنسية المعلم بالوظيفة.