برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اختتم في المدينة المنورة المؤتمر الدولي لظاهرة التكفير الذي نظمته جائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. ومن يدخل موقع المؤتمر على شبكة الإنترنت سيجد عدداً كبيراً من الباحثين والمتخصصين وهم يقدمون رؤى مهمة ودراسات علمية مؤصلة عن ظاهرة التكفير وجذورها وأسبابها وكيفية معالجتها، كما أتيح المجال لمزيد من الحوارات العلمية بين هؤلاء الأكاديميين والدعاة والباحثين الذين شاركوا من جميع دول العالم. ولاشك أن ظاهرة التكفير خطيرة ومؤذية وتزرع في الإنسان الكراهية والتعصب والغلو والتشدد، وعانت المملكة العربية السعودية من هذه الظاهرة وفقدنا أكثر من مائة شهيد ـ رحمهم الله ـ إضافة إلى الإرباك الأمني واستهداف المصالح العليا للدولة بهدف الإضرار بأمنها واستقرارها، وساهم الإنترنت في نشر التكفير الذي يعتمد ناشروه على آيات وأحاديث تكفر المسلمين من واقع الفهم الخاطئ للنصوص الإسلامية، ولهذا كفر الخوارج الصحابة وقتلوا عثمان وعلي وخرجوا عن إجماع المسلمين، وذهب ضحية التكفير شباب من أبناء هذا الوطن كان من الممكن أن يستفيد منهم الوطن, منهم الطبيب والمهندس والمعلم والداعية والإعلامي إلا أن الفهم السقيم جعلهم يعتنقون الفكر التكفيري ويشاركون في عمليات إرهابية خطيرة داخل السعودية وخارجها اعتقاداً منهم أننا كفار ويجب قتلنا وإقامة الدولة الصحيحة بدون كفر أو ضلال كما يعتقدون. ومعتنقو التكفير ليس لهم علاقة بالبطالة أو الفقر وإنما هو فكر يتغلغل في جذور مخ الإنسان، وعلى ذلك لا يرى إلا رأيه أو من يماثله وتكون مهمته هي قتل الناس وإزهاق أرواحهم باسم الدين والجهاد ومن يتذكر من كفر وفجر في عملية ينبع قبل سنوات يرى أن هؤلاء الشباب مهندسون متخرجون من جامعة عريقة هي جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ويعملون في شركة عاملة في ينبع ورواتبهم مجزية ولديهم سكن ومع ذلك اعتنقوا فكر التكفير وكفروا المدينة وأهلها وقتلوا الأجانب الذين يعملون فيها وبعض العسكريين فيها، معرضين المواطنين للخطر، ثم قتلوا أنفسهم على أساس أنهم مؤمنون تخلصوا من بلد الكفر وذهبوا للحور العين ولهذا لابد من محاربة الغلو لأنه يقود للتشدد والتطرف والتزمت ثم التكفير ثم التفجير والانتحار وإزهاق الأرواح.