|


د. سعود المصيبيح
الحج والوطن
2011-11-03
يأتي حج هذا العام مختلفاً من حيث الحدث الجلل الذي مرت به المملكة العربية السعودية وهو انتقال سمو الأمير الجليل الأمير سلطان بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ للرفيق الأعلى، فكان الحدث الذي اهتزت له المشاعر، وحزنت عليه القلوب، وتوترت من أجله الأنفس، ذلك أن الأمير سلطان قامة وطنية كبرى خدم الوطن من صغره وظل وفياً صادقاً عطوفاً باذلاً محبوباً من الشعب عاملاً من أجلهم، وظهر ذلك من تعابير الناس ومشاعر الحزن الذي عم السعودية. لهذا فإن الحج لهذا العام مختلف بغيابه المؤلم ـ رحمه الله ـ ثم اطمئنان المواطنين بتعيين الأمير نايف ولياً للعهد، وهو الذي يرى في الأمير سلطان معلمه وموجهه، لتتواصل مرحلة العطاء والإنجاز في ظل توجيهات خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ، وجاءت جولة الأمير نايف ومؤتمره الصحفي العالمي السنوي وهو رئيس لجنة الحج العليا ليؤكد استمرارية العطاء والنجاح بإذن الله، ولتعم مساحة من التفاؤل بحج مستقر وآمن نتيجة العمل المتراكم والخبرة المستمرة للمملكة العربية السعودية، وثقة الأمير نايف بالحجاج وتقديرهم لجهود المملكة وحرصهم على التفرغ للعبادة والتقرب إلى الله بالطاعات والدعاء وطلب الرحمة والقبول والغفران، ومع ذلك فالجهات المعنية مستعدة بقوة وحزم لسلامة الحجيج ونجاح الحج وتوج ذلك باستكمال المشاريع الضخمة التي دفعت الدولة لها مئات المليارات بهدف إعلاء كلمة الله ونصرة دينه وراحة عباده دون أن يدخل خزينة الدولة أي ريال كما قال بذلك سمو ولي العهد، فكان أولاً مشروع الخيام في منى الذي أتاح مساحة منظمة ونظيفة بعيداً عن مشاكل حرائق الخيام مع جهوزية وتنظيم جيد ثم استكمال توسعات الحرمين الشريفين وتوسعة المسعى والبدء بالتوسعة الجديدة للحرم المكي وتوسعة المطاف ثم استكمال مباني الجمرات بأبراجها الضخمة التي يسرت رمي الجمرات، وبعدها استكمال قطار المشاعر ليسهم في حل مشكلة النقل بين المشاعر المقدسة مع استمرار حركة التطوير للبناء والمعمار في المدينتين المقدستين والمشاعر المقدسة بشكل متواصل وفي كافة المجالات لتشمل الطرق والمباني والمستشفيات وغيرها ومن حج أو اعتمر من سعوديين أو مقيمين في السعودية أو خارجها سيرى بنفسه حجم الجهود التي تبذل من المملكة العربية السعودية ملكاً وولي عهد وحكومة وشعباً ويحق لأبناء السعودية وبناتها الفخر والاعتزاز أن تكون دولتهم دولة الإسلام والقائمة على تقديم هذه الخدمات المتميزة وهي كذلك بلد الأمن والاستقرار والخير والأمان. وفي الأخير دعواتنا الصادقة بأن يمن الله تعالى على حجاج بيت الله الحرام باليسر والسهولة والاطمئنان، وأن يقبل حجهم ويغفر ذنوبهم في ظل جهود متميزة تبذل وعطاء مشرفاً وخدمة متواصلة نفتخر بها جميعاً.