|


د. سعود المصيبيح
ماهذا التوتر؟
2011-11-20
شاهدت لقاءات أجرتها القناة الرياضية مع عدد من جماهير نادي الرائد عقب مباراة رياضية خسرها الفريق بين أرضه وجمهوره، وكانت هذه المشاهدة مصادفة، وهالني هذا الحماس وطريقة الحديث والتوتر الذي كان عليه المتحدثون وهم ينتقدون رئيس النادي والمدرب واللاعبين، وظهر الحماس والانفعال وحدة الطرح والغضب الشديد، بحيث يستغرب المشاهد من موضوع الحديث وهل هو رياضي أوغيره، سألت زميلاً متابعاً جيداً للحركة الرياضية بأن هذا السلوك عام ولجميع الجماهير، حيث الغضب والانفعال على قضايا رياضية كثيرة لاتستحق ذلك، وقال لي: يبدو يادكتور أن متابعاتك للشأن الرياضي لاتتعدى بعض المباريات الرياضية.. وبالتالي لاتعلم مايدور في الوسط الرياضي.قلت: هذه حقيقة فأنا متابع لمباريات المنتخب وبعض المباريات الهامة من دوري زين وحسب ظروف وقتي. قال لي بأن هناك زخماً هائلاً من الصحف الإلكترونية الرياضية المتابعة، وهناك مواقع إنترنت متخصصة بالشأن الرياضي يدخلها الكثيرون من الشباب، ترى فيها مستويات سيئة من النقاش الحاد، وهناك البرامج الحوارية الرياضية التي تبث من قنوات رياضية مختلفة على طريقة الاتجاه المعاكس، وكلها تهجم وانفعال وتنابز بالألقاب بهدف جذب أكثر قدر ممكن من المشاهدين.والحقيقة إنني أسفت لمثل هذه الأجواء، فالرياضة أخلاق وأدب وهدوء، والإنسان محاسب على مايقول، وعندما تنتهي مباراة رياضية بنتيجة غير ما يتمناها هذا المشجع أو ذاك.. عليه أن يتذكر أن هناك فرقاً أخرى استعدت ولها حق الفوز، وهناك جماهير حضرت وتتابع فريقها ومن حقها أن تفرح، والموضوع هو ترفيه واستمتاع ومتابعة مشوقة ينبغي ألا تخرج من هذا الإطار.. وتنتهي المباراة بالمصافحة والتواضع عند الفوز والابتسامة عند الهزيمة، ويبدو أن لاجهد مقنناً ومنظماً لتوعية الجماهير حيال هذا هذا الأمر .ويجب على الجهات المعنية في التربية والإعلام وخطباء الجوامع والدعاة حث الجمهور على مكارم الأخلاق والابتعاد عن الانفعال والغضب وتقبل النتائج بأي صورة كانت، وعدم التوتر وتطبيق توجه الدين الإسلامي الحنيف القائم على التسامح والطمأنينة، وعدم الانفعال والغضب وبذاءة اللسان مع المبادرة بتهنئة الفائز والابتعاد عن الشحن والتوتر، ونسيان المباراة وأحداثها بمجرد انتهاء صفارة الحكم، وإذا كان هناك نقاش حول أحداث المباراة ينبغي أن يسوده الهدوء وعدم الانفعال والتسامح والأخلاق الفاضلة من ابتسامة وسلام ومحبة وطيبة، ولعلي أقترح إقامة مؤتمر رياضي لإشاعة الأجواء الهادئة والتشجيع النظيف والمحبة في المنافسات الرياضية، ويدعى لذلك متخصصون في الأخلاق والاجتماع وعلم النفس والشريعة والقانون، وهذا قد يسهم في تنوير المجتمع بأصول التشجيع الرياضي الجميل.