|


د. سعود المصيبيح
الحكم الوطني
2011-11-24
فتحت أعيننا في الرياضة على حكامنا الوطنيين المخلصين أمثال عبدالرحمن الدهام وعبدالرحمن الموزان ومثيب الجعيد ومحمد المرزوق وغازي كيال وفلاج الشنار ومحمد الحميدي وعبدالله الناصر وعمر المهنا وغيرهم ممن لا تحضرني أسماؤهم الآن.. وكانوا بحق نعم المخلصين لوطنهم ومهنتهم وكانت الرياضة عندنا في أحسن حال، ووصلنا لكأس العالم أربع مرات، وتصدرنا الكرة الآسيوية وتميزنا في كرة القدم بشكل نال أعجاب الكثيرون.. ولكن مع الشحن الإعلامي العجيب وتجييش المنافسات الرياضية وتحميلها أكبر مما تحتمل ظهر الحكم الوطني كشماعة تعلق عليها سوء إدارة النادي وضعف الاستعدادات وأخطاء الإدارة في إدارة فريقها وبلادة بعض اللاعبين وعدم انضباطهم، ليكون حكم المباراة هو الضحية، وهو سبب هزيمة الفريق ثم بدأنا بالحكم الأجنبي، وبدأنا نرى حكام العجب العجاب من دول غير رائدة في كرة القدم، أو يكون الحكم غير مؤهل فعلاً للتحكيم أو مؤهل، ولكنه معرض للخطأ كأيّ حكم بغض النظر عن لونه الأشقر أو عينيه الزرقاويتين.. وشهدنا أخطاء فادحة تقلب النتائج وتؤثر على نتيجة المباراة؛ ومع ذلك كان البعض يتقبل النتائج، وهذا هو الحكم الأجنبي وهذه نتائجه.. وقد تابعت بعض المباريات المحلية، ولفت نظري المستوى المطمئن للحكم الوطني وقدرته.. ولا تخلو أخطاؤه من الأخطاء التي قد يرتكبها أيّ حكم عالمي أو آسيوي بل المنافسات الآسيوية كشفت عن مستوى هزيل لحكامها، وشاهدنا القيادة المشرفة للحكم خليل جلال لمباراة لبنان وكوريا الجنوبية وحزمه وتميزه وعدالته وعدم استعجاله مع هدوء وثقة ولياقة عالية.. وبغض النظر عن نتيجة مباراة اليوم بين الهلال والنصر والتي صاحبها نقاش حول هذا الأمر إلا أن الثقة يجب أن تمنح للحكم الوطني الذي يكفيه دينه وأخلاقه وقيمه وأمانته، وإذا أكثرنا من التشكيك فيه فقد نجد أنفسنا أمام ظاهرة هروب أو نقص الكفاءات المحلية، وأزيد كذلك بأن الأمر لا يعدو مباراة في كرة القدم والحكم سيّد الملعب، ونحن بحاجة للثقة بأبناء وطننا، لأننا لا نشاهد اختلافاً بين الأداء عن الحكم الأجنبي أو الآسيوي، والأخطاء متقاربة.. وهنا أشيد بحكم شاهدت جزءاً من تحكيمه وأدائه لمباراة الهلال والنصر على المستوى الأولمبي، حيث أدارها بكفاءة وتميز، وهو الحكم محمد الهويش، كما أشيد بجهود لجنة الحكام السعودية برئاسة الحكم عمر المهنا، وأوكد على أهمية تعزيز الثقة بالحكم السعودي لأن ابن الوطن هو الأحق أن يحكم بين أبناء وطنه، ولا نريد أن يحكم بيننا في أيّ مجال أيّ تحكيم أجنبي، فنحن أهل الأخلاق والدين والأداء الجيد.