توافقت آراء الخبراء الذين استعانت بهم الرئاسة العامة لرعاية الشباب لبحث واقع كرة القدم السعودية وأسباب تدهورها، حيث ذكروا سببا مهما يتعلق باللاعب الأجنبي وعدد من يستعان بهم، حيث يصل العدد إلى أربعة لاعبين لا يدعون للاعب السعودي مجالا لإبراز مواهبه، خصوصا أن المدرب الأجنبي مرتبط بعقد ضخم يتطلب منه الفوز وتحقيق البطولات والهدف الأسرع دون النظر لإعداد الكوادر، فبقاؤه بالفريق مرتبط بالفوز وتحقيق النتائج ولهذا يعتمد على اللاعبين الأجانب. ولاشك أن واقع المنتخبات السعودية لايسر.. حيث خسرنا التأهل لكأس العالم في المرة الماضية، كما أننا الآن نصارع من أجل عدم الخروج من الدور التمهيدي للتصفيات الأولية لكأس العالم .أما المنتخب الأولمبي فالنتائج وخيمة ومزعجة حيث المستوى الضعيف الذي لايسر، وخسارته من منتخبي عمان وكوريا وبقاؤة في ذيل القائمة بنقطة واحدة. ولا شك أن المواطن يضيق ويحترق ويتألم وهو يرى المنتخب الوطني في هذا المستوى الضعيف.ولو كنا ضعيفين من الأساس لاقتنعنا بوضعنا لكننا وصلنا لكأس العالم أربع مرات وتزعمنا الكرة الآسيوية لسنوات فلا مجال لوصولنا لهذا الضعف، ووطننا يعيش أفضل حالاته من التطور والنمو والحضارة والتقدم حتى أصبحنا من ضمن الدول العشرين عالميا في قمة اقتصاد العالم، بينما في كرة القدم نصل للرقم 98 وتتقدم منتخبات كنا نهزمها بنتائج كبيرة مثل سوريا ولبنان والأردن وتايلاند وغيرها. وهنا تعود بي الذاكرة إلى سنوات بداية اللاعب الأجنبي، حيث كان العدد المسموح به لاعبين فقط أو ثلاثة، ونذكر المستويات المذهلة لريفيلينو ونجيب الإمام وطارق ذياب وتميم والكعبي وغيرهم.. بينما الواقع الحالي كثرة اللاعبين وتحميلهم النادي ميزانيات ضخمة وعدم وجود التأثير الكبير في الفريق، فمثلا الهلال دفع قرابة ال80مليون للاعبيه الأجانب، وشاهدنا بروز الوطنيين الشلهوب والدوسري في مباراة النصر بينما كان عادل هرماش بطيئا ولايقارن مستواه برادوي مثلا وبقي أشهراً طويلة وهو مصاب، وكذلك العربي وأداؤه، أما الكوري فقد شغل خانة لاعب سعودي وظل يركض دون نتيجة حتى جاء الشاب سالم الدوسري وحقق المستوى والهدف الجميل، وقد ينزوي في الاحتياط مع الحيائي في ظل كثرة الأجانب وضرورة لعبهم قياسا لما دفع لهم.. ومثل ذلك في الشباب والنصر والاتحاد والأهلي والاتفاق وغيرهم.وأرى ضرورة تقليص اللاعب الأجنبي ليكون لاعبين فقط لكل فريق بغض النظر عن القارة، بحيث لاتضيع مواهبنا وتختفي في الاحتياط وهذا سيجبر الأندية سواء كانت تدفع ملايين الأجانب من شركات الرعاية أو من الإعانة أو من أعضاء الشرف إلى جلب نجوم لهم اعتبارهم، بحيث يدفع قيمة لاعبين اثنين للاعب واحد فيرتفع مستوى اللاعب الأجنبي المتعاقد معه ويكون ذلك أكثر تحقيقا للهدف وهو ليس الفوز وإنما تحقيق الاحتكاك وتطوير أداء اللاعب السعودي لينعكس ذلك على المنتخبات السعودية وتطوير مستوياتها وإبراز المواهب السعودية التي ستجد فرصتها في الثبات والرفع في المستوى، لأن وجود أربعة لاعبين أجانب يقلل من فرصة المواهب ولاشك أن القائمين على الكرة السعودية سيأخذون بآراء الخبراء ويضعونها في عين الاعتبار.