|


د. سعود المصيبيح
آه يا مصر
2011-12-18
تفتحت أعيننا على السياحة في مصر ونحن طلاب في الجامعة نعمل في المساء ويكون جزءاً من الدخل الإضافي مكافأة نقدمها لأنفسنا لقضاء عدة أيام في القاهرة والترويح عن النفس في أجوائها الجميلة.
وكان السكن بشكل جماعي في شقق مفروشة أعدت للسياح من بعض المصريين، وأذكر بعضها شقق لممثلين أو إعلاميين أو رجال أعمال يؤجرونها للسياح في (باب اللوق والدقي والمهندسين والعجوزة والزمالك وغيرها)، وكشباب نخرج من بيئتنا المحافظة يكون الهم في لبس البنطلون والقميص وأخذ الصور بجانب الأهرامات ومشاهدة السينما والذهاب للمكتبات لقراءة الجديد من الكتب ومشاهدة المسرحيات المنتشرة في مسارح القاهرة والتنزه على النيل والسهر في مطاعمه ومقاهيه الجميلة أو الركوب في البواخر السياحية التي تقدم برامج ترفيهية وطعاماً شهياً وأجواء جميلة.
ومرت السنوات ومصر لها وقعها الخاص وتاريخها وأصالتها، نذهب إليها للمؤتمرات ولمعارض الكتب وللبحث العلمي وللسياحة العائلية، حيث أصبحت الجهة الرئيسية للسائح الخليجي، فتتحول في الصيف إلى تجمع خليجي ضخم يعود اقتصاديا بالكثير على بعض أهلها الذين يجدون في الموسم السياحي الكثير من الرزق والخير الكثير، حتى ازدادت أعداد السياح السعوديين إلى مئات الآلاف، حيث تشهد قاعات القاهرة حفلات للفنانين السعوديين وتنشط ملاعب الأطفال والأسواق ومختلف الأنشطة السياحية المختلفة نظرا لارتياح العائلة السعودية وشعورها بالاطمئنان والسعادة في مصر.
وبين ذلك وذلك كان لدينا في المملكة المعلم والطبيب والمهندس والأكاديمي المصري وفي كافة المهن المختلفة مسهماً في التنمية السعودية ومشاركاً في حراكها حتى تجذرت هذه العلاقة القوية بين السعوديين والمصريين لعمق المحبة والأخوة والصداقة العميقة على المستويات الرسمية والشعبية ، والآن وقد مر عام على الثورة في مصر وتقلص كثيراً الحضور السعودي رغم وجود قرابة الـــ 400ألف سعودي متملك هناك كما ظهر في تقرير سابق، لكن هؤلاء يريدون الأمن والاستقرار حتى يشعرون بالأمان وهذا ليس للسعوديين فقط وإنما لجميع سياح العالم الذين يرون في ثقافة مصر وحضارتها مقصداً مهماً للتاريخ المشرق الجميل. ومع ما نشاهده من اضطرابات وقلاقل وثورات وانعدام أمن فإن اجترار الذكريات الجميلة والنظر للصور القديمة هو ما تبقى من مصر العظيمة، ولهذا نرفع أكف الضراعة للخالق العظيم بأن يعيد الأمن والاستقرار لمصر وأن تعود وطناً آمناً مستقراً مزدهراً يستقطب الناس من كل مكان ويشعرون فيه بالراحة والطمأنينة.. آمين يارب العالمين.