الوطن كلمة ومعنى أكبر وأعمق ألف مرة ومرة من أن نربطه بفوز أو خسارة منتخب في كرة القدم أو كرة السلة أو غيرها .. والرياضة تبقى رياضة لها حد معين، ويجب أن لاتتجاوزه أو يتجاوز البعض بالرياضة لربطها بأمور أخرى تسمو فوق الرياضة .. وهل يعقل أن نعتبر خسارة منتخب سعودي في بطولة كروية كارثة حلت على الوطن، وأن كرامة الوطن قد تبعثرت؟! الذي دعاني للتطرق لهذا الموضوع المبالغة بربط الوطنية بكرة القدم أكثر من اللازم، وحزنت كثيراً لما كنت أسمعه من بعض معلقي كرة القدم في نهائيات كأس آسيا في القناة الرياضة السعودية من عبارات ربط مصير الوطن وراية الإسلام والتوحيد بنتيجة مباراة المنتخب السعودي، لدرجة أن المعلق كان يردد في مباراة السعودية والإمارات في دور الثمانية (ياشباب الوطن ارفعوا راية التوحيد وراية الإسلام)، ولا أدري ما هي علاقة راية التوحيد بتأهل المنتخب الشاب إلى كأس العالم، في وقت يقول فيه المنطق والعقل بأن كرة القدم تبقى كرة قدم ليست أكثر .. ومشكلتنا أننا (نسيس) الرياضة والكرة، فمثلاً فوز المنتخب القطري على منتخب الكويت يجب أن لايتجاوز فوز منتخب على نظيره .. لكننا للأسف نستخدم عبارة قطر هزمت الكويت وكأن كل قطر هزمت كل الكويت، هذه الشمولية تعطينا شعوراً بأن الوطن هو الذي هزم وليس المنتخب.
وقبل مباراتنا أمام كوريا الجنوبية في تصفيات كأس العالم تضمنت الحملة الإعلامية لقناة art الرياضية عبارات وطنية لاعلاقة لها بكرة القدم .. وسمعنا عبارات وطنية لم نسمعها حتى في أيام حرب الخليج.
إن للمملكة العربية السعودية بلد الأمن والأمان والحرمين الشريفين ثقل دولي وعربي وإسلامي، ولها اسم تهتز له المنابر العالمية .. فالمبادرة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من أجل حوار الأديان وتقارب الشعوب في الأمم المتحدة مؤخراً، وقبلها في إسبانيا والتي أطلقها خادم الحرمين من أطهر بقعة على وجه الأرض مكة المكرمة، وهي مبادرة غيرت مجرى ومسار السياسة العالمية وكانت محل ثناء وإشادة جميع قادة العالم على أكبر منبر في السياسة العالمية.
وبعد كل هذا يخرج علينا بعض المعلقين الرياضين ويقولوا ارفعوا راية التوحيد يا لاعبو المنتخب .. إنه ربط في غير مكانه لاشكلاً وموضوعاً ولامضموناً .. وإذا خسر المنتخب بطولة أو مباراة هل يجوز في المقابل أن نقول بأن راية التوحيد نزلت؟! .. وإن مكانة الإسلام قد اهتزت.
إننا نبالغ في ربط الوطنية بأمور هامشية .. لدرجة أننا قد نتهم لاعباً في وطنيته لو أنه أضاع ضربة جزاء مثلاً .. حتى في بعض أغانينا الوطنية نبالغ فيها في الاعتزاز بالنفس كسعوديين وهذا أمر قد يجعل الآخرين وضعاف النفوس يحقدون على أبناء هذا الوطن المعطاء الطيب، رغم أن الجميع يعرف أن المواطن السعودي متواضع ومسالم وشهم وكريم ومعطاء، وقد استمد هذه الطباع الطيبة من أولياء الأمر حفظهم الله وأبقاهم ذخراً للوطن .. والتكبر أصلاً ليس من عادة الإنسان السعودي، بل بالعكس المواطن السعودي قمة التواضع والخجل لدرجة إنه يتعرض للكثير من الابتزاز عندما يكون خارج وطنه بسبب طيبته وتواضعه الزائد.
لست ضد حب الوطن حتى لايفهمني (الحبايب) بطريقة خاطئة .. ولكن دائماً ما أكرر أن الوطنية ممارسة على أرض الواقع وليست أغان وشعارات، والذي يستغل العزف على وتر الوطنية من أجل مصالحه الشخصية كمن يستغل الدين في تبرير جرائمه بقتل الأبرياء وتفجير مقومات ومكتسبات الوطن، فهو في الأصل مجرم لكنه يرتدي ثوب الصلاح.
وقبل مباراتنا أمام كوريا الجنوبية في تصفيات كأس العالم تضمنت الحملة الإعلامية لقناة art الرياضية عبارات وطنية لاعلاقة لها بكرة القدم .. وسمعنا عبارات وطنية لم نسمعها حتى في أيام حرب الخليج.
إن للمملكة العربية السعودية بلد الأمن والأمان والحرمين الشريفين ثقل دولي وعربي وإسلامي، ولها اسم تهتز له المنابر العالمية .. فالمبادرة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من أجل حوار الأديان وتقارب الشعوب في الأمم المتحدة مؤخراً، وقبلها في إسبانيا والتي أطلقها خادم الحرمين من أطهر بقعة على وجه الأرض مكة المكرمة، وهي مبادرة غيرت مجرى ومسار السياسة العالمية وكانت محل ثناء وإشادة جميع قادة العالم على أكبر منبر في السياسة العالمية.
وبعد كل هذا يخرج علينا بعض المعلقين الرياضين ويقولوا ارفعوا راية التوحيد يا لاعبو المنتخب .. إنه ربط في غير مكانه لاشكلاً وموضوعاً ولامضموناً .. وإذا خسر المنتخب بطولة أو مباراة هل يجوز في المقابل أن نقول بأن راية التوحيد نزلت؟! .. وإن مكانة الإسلام قد اهتزت.
إننا نبالغ في ربط الوطنية بأمور هامشية .. لدرجة أننا قد نتهم لاعباً في وطنيته لو أنه أضاع ضربة جزاء مثلاً .. حتى في بعض أغانينا الوطنية نبالغ فيها في الاعتزاز بالنفس كسعوديين وهذا أمر قد يجعل الآخرين وضعاف النفوس يحقدون على أبناء هذا الوطن المعطاء الطيب، رغم أن الجميع يعرف أن المواطن السعودي متواضع ومسالم وشهم وكريم ومعطاء، وقد استمد هذه الطباع الطيبة من أولياء الأمر حفظهم الله وأبقاهم ذخراً للوطن .. والتكبر أصلاً ليس من عادة الإنسان السعودي، بل بالعكس المواطن السعودي قمة التواضع والخجل لدرجة إنه يتعرض للكثير من الابتزاز عندما يكون خارج وطنه بسبب طيبته وتواضعه الزائد.
لست ضد حب الوطن حتى لايفهمني (الحبايب) بطريقة خاطئة .. ولكن دائماً ما أكرر أن الوطنية ممارسة على أرض الواقع وليست أغان وشعارات، والذي يستغل العزف على وتر الوطنية من أجل مصالحه الشخصية كمن يستغل الدين في تبرير جرائمه بقتل الأبرياء وتفجير مقومات ومكتسبات الوطن، فهو في الأصل مجرم لكنه يرتدي ثوب الصلاح.