|


خالد قاضي
اسم السعودية أكبر من الكرة
2009-01-24
لست ضد غرس الروح الوطنية في لاعبي المنتخبات السعودية والفرق السعودية التي تمثل الوطن في البطولات الخارجية سواء كانت كرة قدم أو غيرها من الألعاب، ولعل كرة القدم هي المعنية بالأمر على اعتبار أنها الأكثر شعبية من غيرها والدليل أن المنتخب السعودي لكرة السلة خسر قبل سنوات أمام الصين بفارق 190 نقطة وتعامل الجميع مع الأمر على أنه كبوة جواد.
لكني حتماً ضد ربط اسم الوطن الغالي (المملكة العربية السعودية) بكل مكتسباتها وتاريخها وثقلها السياسي والديني والاجتماعي والاقتصادي على مستوى العالم بنتيجة مباراة كرة قدم أو خسارة المنتخب السعودي لكرة القدم لبطولة أو نهائي حتى ولو كان على نهائي كأس العالم وليس نهائي آسيا أو الخليج خاصة أن بطولة الخليج تظل مهما طلعت أو نزلت بطولة إقليمية لم يعترف بها (فيفا) حتى الآن، وقد سبق لي وأن طالبت عبر لقاء مباشر مع القناة الرياضية السعودية بأن يشارك المنتخب السعودي في دورة الخليج بالمنتخب الأولمبي وأن يواصل الدوري السعودي مسيرته مقابل أن نحتفظ على معنويات لاعبي المنتخب الأول لبقية مباريات تصفيات كأس العالم.. ولكن قدّر الله الله وما شاء فعل.
أعود لفكرة موضوعي وهي المبالغة غير المبررة وليست في مكانها الطبيعي بأن نربط خسارة المنتخب باسم بلد كبير في حجم المملكة العربية السعودية خاصة وأن حبر مبادرة خادم الحرمين الشريفين في لم الشمل العربي المشتت قبل أيام في قمة الكويت الاقتصادية لم يجف حبرها ومازالت حديث أهل السياسة في المنابر العالمية وكذلك الدعم المالي السخي جداً من الشعب السعودي والذي أعلنه خادم الحرمين الشريفين لإعمار غزة أكد مكانة السعودية المرموقة وتدخلها في الوقت المناسب من أعلى المنابر السياسية لوقف العدوان الإسرائيلي على أهل غزة.
ناهيك عن الثقل الاقتصادي للسعودية وقبل ذلك الثقل الديني كونها بلد الحرمين والتي تضم أطهر البقاع على وجه الأرض.
ولأن لكل فعل ردة فعل مساوية له في القوة ومعاكسة له في الاتجاه فإن المبالغة وأقول المبالغة في ربط نتائج المنتخب باسم السعودية كبلد مؤثر على الخريطة العالمية بكل مجالاتها أمر له الكثير من السلبيات، فالسعودية ليست بلد كرة قدم فقط.. إن تكريم ولاة الأمر والمسؤولين للاعبين في حالة تحقيق أي إنجاز هو من باب التشجيع والتحفيز وفي المقابل فإن خسارة بطولة أو نهائي لا تعني إلغاء الرياضة وتعليق مشاركات الرياضيين السعوديين في المحافل الخارجية.
وخلاصة القول إن على العقلاء وكلنا إن شاء الله منهم أن نفرق بين خسارة المنتخب وخسارة البلد، والتعبير الصحيح أن نضع الأمور في نصابها وأن كرة القدم يجب أن تظل كرة قدم ولا تتجاوز حدودها، الصحيح أن نقول المنتخب العماني فاز على المنتخب السعودي والمنتخب الكويتي فاز على المنتخب القطري.. فالمنتخب هو الذي خسر وليس البلد كله.
وأذكر أنه عندما خسرت ألمانيا من إيطاليا في نصف نهائي كأس العالم 2006م وكان المونديال على أرض ألمانيا وبين جماهيرها وبعد المباراة قالت المستشارة الألمانية (أنجيلا ميركل) للاعبي ألمانيا في غرفة الملابس (ارفعوا رؤوسكم.. اسم ألمانيا أكبر من أن يتأثر بكرة قدم).